وتركيا والإخوان كيانان «شعوبيان»، يعاديان العرب. فتنظيم الإخوان يتبنى ثقافة شعوبية تعادي الأمة العربية، لهذا يتمتع التنظيم بحظوة في إيران وتركيا.
والمشكلة القطرية، وإن بدت بوادرها، إلا أنها لم تفصح بعد عن قبحها وقسوتها.
حينما تقرر قطر العودة لحضن الأمة، ستجد أن ورطتها أكبر، وأنها فقدت استقلالها، وأن القرار في أنقرة. ولن تتمكن من إجلاء القوات التركية، لمجرد قناعتها أن مهمة القوات قد انتهت.
لماذا؟.. لأن قطر بالنسبة لتركيا كنز وضعت أنقرة يدها عليه، ومنجم يمول اقتصادها الضعيف وحزبها الحاكم وآلاته الدعائية. وتركيا ليست جمعية خيرية، ومن المنطقي أن ترفض التخلي عن «المنجم» والمكاسب بسهولة.
الأتراك تغلغلوا في قطر، ومن الطبيعي أنهم قد جهزوا رجالهم، ليهندسوا انقلابا في قصر الوجبة إذا ما لاحظوا تمللا، ليأتوا بأمير يمدد الأزمة وبالتالي يمدد الوجود التركي والمكاسب التركية. وستجهز أنقرة للأمير الجديد بيانا ناريا، أن الأمير (السابق) قد «ضعف وخضع لدول الحصار»، وتخلى عن كرامة القطريين و«مبادئهم» (أي رعاية تنظيم الإخوان). ثم يحكم سموه صوريا ويسلم الأمر لأنقرة. والمشكلة الأسوأ عقيدة أردوغان العثمانية السافرة أن كل أرض عربية هي أرض تركية. وأيضا كانت قلعة الوجبة مسرح معركة وجهت فيها القبائل العربية، بقيادة قاسم آل ثاني، هزيمة منكرة للقوات التركية عام 1893م. ولا يبدو أن أردوغان ينسى هذا.
وتنظيم الإخوان تغلغل أيضا في قطر حتى أصبح له رجال وقوى نافذة، ولن يتخلي عن مكاسبه لمجرد رغبة أمير قطر. والأرجح أن يشترك التنظيم مع أنقرة في إحداث انقلاب يضمن استمرار مكاسب الكيانين.
كيف ستتصرف قطر؟
لن تتمكن قطر من الخروج من الورطة، وإجلاء القوات التركية إلا بتدخل سعودي أو أمريكي، وهذا مشكوك فيه، لأن أنقرة سوف تسارع لتقديم صفقة مع واشنطن، وقد تشركها في المكاسب، خاصة أن قاعدتيهما متعايشتان الآن في قطر.
* وتر
الخليج
من أفق الماء ومراكب النواخذ
حتى حدود العوشز وخمائل الواحات
وصل من مهج.. وشموس نهار
@malanzi3