فلم نجد ميزانية من ميزانيات الدولة -مُنذ القِدَم- إلا وكانت لوزارة التعليم السبق والأوّلية والرقم الأعلى، فهل كانت هذه الأموال تُصرف في وجوه غير وجوه العملية التعليمية، وهل كانت برامجنا التعليمية من دون إستراتيجيات، وهل كُنا نُهدِر المال ولا ننظُر إلى المُخرجات، وهل.. وهل.. وهل.. إلخ تلك الأسئلة؟
الآن.. وبعد أن صدرت «اللائحة التعليمية الجديدة»، ما الجديد، وما هو المُفرح والمُحزن، وهل سنلمس الارتقاء بالعملية التعليمية بالمدارس، وسنحظى بتعليم يرتقي لطموحات الوطن، وبرامج الوطن، وأهداف الرؤية، هل سنجد عملية تعليمية تهتم بـ «المعلّم» وهو «أساس العملية التعليمية» وبالطالب، والمناهج، أم أنها مُجرّد زوبعة في فنجان لا تُقدّم ولا تُؤخر؟
«لائحة الوظائف التعليمية» بنسختها الجديدة نقطة تحوّل مُهمة ضمن إستراتيجية تطوير قطاع التعليم في المملكة، من خلال ما تضمنته من إجراءات وآليات، ومميزات تكفل تحقيق تمهين وظيفة (المعلّم)، وجدية العمل وتعزيز العدالة، وتحقيق التمايز بناءً على الأداء، كما تضع اللائحة نِصْب عينها، وضمن أهدافها، تطوير «المعلّم» من خلال البرامج التدريبية، والتطويرية كجُزءٍ من عناصر تقويم أدائه، لدعم مساره المهني.
مَن قرأ «اللائحة» يُدرك أننا أمام نقلةٍ «نوعية» و«كيفية» في التعليم، -العمود الفقري لأي أُمّة أو مُجتمع-، والكرة الآن في مرمى «المُدّرس» و«المُعلّم»، سواء المُمارس أو الخبير، وقائد المدرسة، فلا بُد أن يُدركوا أن الترقية، والانطلاق، والحوافز والوصول إلى النجاح تتطلّب منه ومن جميع المُعلمين والمُعلمات النهوض بأنفسهم قبل الطلاب.
@salehAlmusallm