نحن شعب وقيادة قلب واحد في كل أزماتنا، ليس بسبب الجائحة فحسب، ولكن في الأزمات جميعها يُضرَب بنا المثل عالميًا، خاصة في التفافنا مع قيادتنا وتلاحمنا في الظروف، سلبية كانت أو إيجابية، في الفرح كما في الشدة، أنموذج يُحتذى به في العالم، وفي ظروف الجائحة، فالهدف إنساني بحت، ومن أنبل الأهداف، فهو سلامة الإنسان بكل أنواعها ومعانيها لكل مَن يعيش على هذه الأرض.
سنتعايش مع الواقع بعون الله في حياة طبيعية أو حتى شبه حياة طبيعية بمسؤولية وأمانة، سنتمكّن من السيطرة عليه بفضل الله، ثم بفضل الإجراءات الصارمة التي اتخذتها الدولة مشكورة لاحتواء هذا الوباء، وبصرف المليارات في سبيل احتوائه وللقضاء عليه، ولا ننسى وزارة الصحة وإجراءاتها المعجزة لاستكشاف الحالات المصابة قبل انتشارها ونشرها.
كورونا اليوم تراهن، ونحن مستعدون لكسب الرهان، فلنثبت بوعينا الذي سنطبّقه عمليًا في كل تعاملاتنا، وفي جميع سلوكياتنا، وسنكسب الرهان إن شاء الله.
شهور مضت أكسبت العالم دروسًا، ونحن منهم في الوعي المجتمعي والمسؤولية المجتمعية أكثر مما تعلّمه العالم في جميع مراحل حياته العلمية والحياتية، فيروس لا يُرى بالعين المجردة قلَب حياة العالم رأسًا على عقب وأيقظها لمواجهة كل الفيروسات الوبائية من خلال كل الاحترازات والتطبيقات والاختراعات.
اليوم نستعد لإعادة الحياة الطبيعية بشرط أن يكون الوعي المجتمعي والمسؤولية سيدَي الموقف، وأن تكون الإرادة المجتمعية المتمثلة في قدرة الإنسان على الوعي بمخاطر هذا الوباء وفهم الطرق المناسبة لمواجهته تتصدر لكل المواقف.
الوعي المجتمعي في هذا الوقت ضرورة محتمة، وعلينا جميعًا التركيز على ما يعنيه معنى هذا الوعي والمطلوب منا.
يقول مختصون في تعريف الوعي الاجتماعي، هو الإدراك الواعي لكوننا جزءًا من مجتمعٍ مترابط مع الآخرين، وهذا يعني تأثُّر الفرد بالآخرين، وتأثيره فيهم، وحين يصل كلُّ فرد في المجتمع إلى إدراك هذا المفهوم الكبير الواسع، يصبح أفراد المجتمع أكثرَ ترابطًا وتعاطفًا، وقيامًا بدورهم في التفكير الإيجابيِّ في مجتمعاتهم.
ويُعدّ الوعي الاجتماعي هو مقياس تطوُّر المجتمعات؛ لأنه يُمكِّننا من إصدار أحكامٍ على التصرُّفات والسلوكيَّات الفردية والجمعيَّة؛ فنَقبَلُها لإيجابيها، أو نرفضها لسلبيَّتها، وهذه الأحكام نابعة من مدى شعور الفرد بمسؤوليته تجاه نفسِه والآخَرين.
فالمسؤولية إذًا مسؤولية وطنية ومواطنة، والرهان كسبناه وسنكسبه رغم أنف كورونا.
[email protected]