وبيّن أن مسيرة التعاون المشترك واجهت خلال الأربعة العقود الماضية الكثير من التحديات، كما شهدت الكثير من الإنجازات والمكتسبات التي تحققت في مجالات عدة، وعلى أكثر من صعيد، وبفضل من الله ثم بحكمة ورؤية أصحاب الجلالة والسمو قادة دول المجلس -يحفظهم الله-، تمكن المجلس من تجاوز تلك التحديات، وفي نفس الوقت تمكّن من الحفاظ على مكتسباته ومنجزاته؛ لما فيه خير ونماء وأمن وازدهار دوله ومواطنيه. وأشار الدكتور الحجرف إلى أن الشعوب الحية لا تقف عند الماضي إلا لاستلهام الدروس والعِبَر، وبما لا يعطل أو يؤثر على ثبات مسيرتها نحو المستقبل بكل ما يحمله من طموحات وآمال، متوكلة على الله «سبحانه وتعالى»، ومرتكزة على جملة من الثوابت المشتركة، ومؤمنة بقدرها وخيارها الإستراتيجي، فدول المجلس (شعبًا وقيادة) توّاقة للأفضل، ترتكز على إرث زاخر من الإنجازات تحققت بسواعد أبنائها وبوّأتها مكانة متميزة إقليميًا ودوليًا، فأصبحت مثالًا ونموذجًا للتنمية الشاملة في وسط محيط مضطرب، واضطلعت بدورها مع المجتمع الدولي بوعي ومسؤولية فأضحت صوتًا للحكمة والسلام والتوازن على الساحتين الإقليمية والدولية. وقال الحجرف: «إن مجلس التعاون وهو على مشارف العقد الخامس من مسيرته المباركة ليواجه تحديات غير مسبوقة في نوعيتها وتشعّبها تتطلب اليوم أكثر من أي وقت مضى التفكير الجماعي والتعاون المشترك لمواجهتها والتعامل مع تداعياتها، تنفيذًا لما ورد في النظام الأساسي الصادر في 1981، ولما تضمنته رؤية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود «يحفظه الله» لعام 2015، وما ورد في البيان الختامي لقمة الرياض في ديسمبر 2019».
وأضاف: «أما التحدي الآخر الذي يواجه مسيرة مجلس التعاون فهو ما فرضته جائحة كورونا كوفيد ـ 19 المستجد من تحديات كبيرة طالت جميع مناحي الحياة وأثرت على البشرية جمعاء؛ الأمر الذي يتطلب منا جميعًا كمنظومة مجلس التعاون تعزيز العمل المشترك والاستعداد الجماعي للتعامل مع عالم ما بعد كورونا بأبعاده الاقتصادية والصحية والاجتماعية والأمنية والعمالية والإستراتيجية، حماية لشعوبنا وصونها لمكتسباتنا وتعزيزًا لمسيرتنا المباركة وضمانًا لمستقبلنا».