[email protected]
عمدت بعض الدول في الشرق والغرب إلى محاولة العودة للحياة الطبيعية بعد أن فرضت الحظر الجزئي وشبه الكلي والكلي أحيانًا، رغبة منها في دفع عجلة الاقتصاد المتوقفة إلى الأمام بشروط يقف على رأسها الالتزام بالتباعد الاجتماعي من خلال ترك مسافة لا تقل عن مترين بين الشخص والآخر في كل مكان يرتاده الناس بما في ذلك المشي في الشوارع، غير أن رفع الحظر بأي شكل من أشكاله في معظم تلك الدول أدى إلى ارتفاع الإصابات بفيروس كورونا المستجد في ربوعها، فازداد الطين بلة وتعقدت الأمور، وارتفعت أرقام الوفيات تبعًا لتكاثر الإصابات، ويبدو للعيان أن عودة الحياة وضخّها في شرايين الجسد الاقتصادي للخروج من عنق الزجاجة بسلام ليس أمرًا سهلًا ما لم تترافق تلك العودة بالشروط الموضوعة وتطبيقها بصرامة وحذر شديدين.
وتطبيق تلك الشروط وأهمها الابتعاد الاجتماعي بين الأفراد في كل مكان لا يبدو سهلًا بطريقة تدفع معظم دول العالم للعودة إلى ما قبل اجتياح الفيروس، الذي ظهر في البدء بمدينة ووهان الصينية، وانتقل بعد ذلك بسرعة البرق إلى كل دول المعمورة دون استثناء، ويبدو أن مختلف الحلول المطروحة لتجاوز الأزمة تمر بصعوبة لا يمكن تجاهلها في ضوء عدم توافر اللقاح المناسب لمكافحة تصاعد الإصابة بالفيروس، وتبقى الأزمة معلقة ما لم يرتفع الوعي بين كافة البشر على سطح الأرض بأهمية الالتزام بالشروط الصحية الموضوعة للتخفيف من آثار الأزمة وتفاقمها إن كان القضاء عليها غير ممكن في ظل غياب توافر اللقاح المناسب.. فهل يمكن إرغام البشر على الالتزام بتلك الشروط وتطبيقها؟ هذا هو السؤال.
[email protected]
[email protected]