على مستوى آخر، وفِي منطقتنا العربية توقعت مؤخراً لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا أن ينضم أكثر من ثمانية ملايين عربي إلى «عداد الفقراء» جراء انتشار فيروس كورونا المستجد. كما أنه من المتوقع أن يزداد أيضاً عدد الذين يعانون من نقص في التغذية بحوالي مليوني شخص. واستناداً إلى هذه التقديرات أفادت اللجنة بأنه سيصنف ما مجموعه 101 مليون شخص في المنطقة في عداد الفقراء، وسيبلغ عدد الذين يعانون نقصا في التغذية حوالي 52 مليوناً.
هذا فيما يختص بالمرض وجوع البطون لكن على سياق آخر وفِي ما يخص تغذية العقول فإن مواقع وأمورا هامة تعرض للمرة الأولى بالمجان بسبب فيروس كورونا، من ذلك شركة أمازون التي أتاحت جميع كتبها المسموعة الخاصة بالأطفال والكبار مجاناً، وبلغات عديدة. مكتبة الإسكندرية هي الأخرى تقدمت لرفع مئات الكتب المتنوعة بصيغة بي دي إف وجعلتها متاحة للجمهور وبالمجان عبر روابط إلكترونية. وليست هذه الجهات فقط ولكن فعل نفس الأمر أماكن أخرى منها مركز الجزيرة للدراسات، والمركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، وأكاديمية نماء للعلوم الإسلامية والإنسانية، شركة مايكروسوفت أتاحت برنامجها المشهور بي دي إف أوفيس، لتحرير وقراءة الكتب مجاناً ولمدة محدودة، بعد أن كان ثمنه تقريباً 400 دولار أمريكي.
من أكبر القطاعات الاقتصادية التي تأثرت من جراء انتشار هذا الفيروس القاتل قطاع السفر والنقل الجوي حيث تقدر الخسائر فيه على مستوى العالم بأرقام فلكية، وفيما يخص قطاع النقل الجوي أعلنت شركة طيران افيانكا الكولومبية إفلاسها لعدم تحملها الآثار الكبيرة لتفشي فايروس كورونا المستجد، هذه الشركة تعتبر ثاني أكبر شركة طيران في العالم، وجاء إعلان الإفلاس إثر رفض الحكومة الكولومبية مطالب الشركة بالحصول على مساعدات مالية، فأعلنت الشركة إفلاسها. نشاط الشركة توقف منذ أواخر مارس الماضي، فاضطرت لتسريح معظم موظفيها البالغ عددهم 20 ألفا.
رؤساء الدول هم أيضاً في مرمى كورونا ويمكن أن يصيبهم المرض مثل غيرهم من الناس، وأول رئيس يوضع تحت الحجر الصحي بسبب كورونا كان خالتما باتولغا الرئيس المنغولي، وكان ذلك بعد يوم واحد من زيارة الرجل إلى الصين، ومقابلته للرئيس الصيني.
والعالم لا يزال في رحاب كورونا، ومع كل المبشرات بانحسار هذا الفيروس، والأمل بالله قبل كل شيء أن تنجلي هذه الغمة، نستطيع القول إن كورونا غيرت أشياء كثيرة في حياة الناس على مدار الكرة الأرضية، ولكنها لن تغير إيمان الكثيرين بأن هذا المرض إلى زوال وأن العالم يعد نفسه لما بعد كورونا.
salemalyami@