بالسمع والطاعة استقبل المواطن السعودي بعضا من القرارات التي قد تساعد في استقرار الوضع المالي والاقتصادي في المملكة خلال الفترة القادمة، يأتي ذلك بعدما عصفت جائحة كورونا بالعالم ونالت من اقتصاد وميزانية كافة الدول التي استوطنتها وعاثت في أمنها الصحي قبل كل ذلك، مما يجعل المملكة تحاول من خلال تلك القرارات التي قد تكون «مؤلمة» كما وصفها وزير المالية السعودي في تصريح سابق له عاملا هاما في جعل عناصر ميزانية الدولة في وضع مستقر سواء كان ذلك في حجم الإيرادات أو المصروفات وفق ما تم التخطيط له قبل الجائحة، وذلك للخروج منها بأقل الخسائر واستكمال العمل على الخطط الاقتصادية المدرجة ضمن رؤية 2030.
يعتبر الوطن بمثابة الشجرة الطيبة ولكنه ليس كبقية الأشجار فهو لا ينمو إلا في تربة التضحيات، فعندما يكون الوطن في خطر نجد جل أبنائه جنودا تحت إمرته والدرع الحصين له، وهذا ما تجسد في موقف كل مواطن سعودي قدم دمه وماله في سبيل واجبه الوطني الذي لن يتوانى عنه كلما سمع نداء الوطن ليقول سمعا وطاعة من جديد، أما تلك الأبواق المسعورة في وسائل التواصل الاجتماعي والتي تتصيد في الماء الصافي قبل العكر فلا نعيرها اهتماما ولا بالا، إذ إنها معروفة على الرغم من محاولاتها الفاشلة في الاختباء خلف مسميات وهمية وفق أجندة سوداء كسواد قلوب أصحابها، كما أنه كان الأجدر بمن يقف خلفها ويحرضها أن ينظر في حال دولته ويحاول بالقدر الذي يستطيع حمايتها من الجائحة التي لو كان قد أعطاها ربع ما يوليه من اهتمام بالملفات الداخلية للمملكة لما بقي فيها مصاب واحد.
نحمد الله على نعمه ومنحه فمن فضله أننا آمنون في بيوتنا وأوطاننا، مطمئنين ومستبشرين بقدرة دولتنا على تخطي هذه المرحلة بعد مشيئة الله، فما نعيشه اليوم أفضل بكثير مما تعيشه بعض الدول الأخرى التي قد تستيقظ على صوت المدافع وتغفو على أنين من تحب، كما أننا وبإذن الله عند التزامنا بجميع التعليمات واتخاذ كافة الاحترازات والاحتياطات اللازمة على مشارف العبور من هذا النفق إلى ساحة الأمان، لتعود بذلك الحياة الطبيعية ونروي تفاصيل ما عشناه لأطفالنا وأحفادنا بكل فخز بأننا كنا جزءا لا يتجزأ من تلك القوة الجبارة التي وقفت في وجه تلك الجائحة، وجعلت منها ذكرى نتمنى أن لا تعود وأن تبقى للعبرة فقط.
11Labanda@