DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

موسكو تخوض 3 معارك تهدد قبضة سلطة الكرملين على روسيا

«كورونا» وأزمة أسعار النفط ستكون لهما تداعيات طويلة الأجل على حكم بوتين

موسكو تخوض 3 معارك تهدد قبضة سلطة الكرملين على روسيا
موسكو تخوض 3 معارك تهدد قبضة سلطة الكرملين على روسيا
عمال البلدية يرتدون أقنعة واقية ويسيرون في أحد شوارع موسكو وسط تفشي كورونا (رويترز)
موسكو تخوض 3 معارك تهدد قبضة سلطة الكرملين على روسيا
عمال البلدية يرتدون أقنعة واقية ويسيرون في أحد شوارع موسكو وسط تفشي كورونا (رويترز)
أكدت وكالة «بلومبرغ» الأمريكية أن فشل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في التعامل مع تفشي فيروس كورونا وأزمة أسعار النفط ستكون له تداعيات طويلة الأجل على قبضته على السلطة في البلاد.
وبحسب مقال لـ «كلارا فيرا ماركيز»، فإن الرئيس الروسي، الذي لا منافسين له، كان غائبًا بشكل واضح خلال الأسابيع الأولى من تفشي الوباء في بلاده.
ومضت الكاتبة تقول: «لم يكن بوتين ضعيفًا على الإطلاق، لكن الاقتصاد الروسي ينهار تحت وطأة تراجع أسعار النفط وتفشي الوباء الذي أصاب حتى رئيس الوزراء الروسي».
ثلاث معارك
وأردفت تقول: «رغم أن حكومات العالم في كل مكان تكافح كورونا، إلا أن موسكو تخوض 3 معارك».
ولفتت إلى أن أولى هذه المعارك مع التداعيات الطبية والمالية المباشرة لانتشار الفيروس بشكل سريع، وثانيها التعامل مع انخفاض أسعار النفط الخام بشكل قياسي، وثالثها إدارة التصويت الشعبي على التغييرات الدستورية التي تهدف إلى إبقاء بوتين في السلطة بعد عام 2024، موعد انتهاء ولايته.
وأكدت الكاتبة أن تحقيق التوازن بين هذه المعارك بمثابة مهمة شاقة جدًا لبوتين، خاصة أن الاقتصاد الروسي ينزلق نحو أعمق ركود له منذ انهيار الاتحاد السوفيتي.
وتابعت تقول: «بحسب الخبير الاقتصادي سيرغي غورييف وآخرين، يمكن أن يتقلص الاقتصاد بنسبة تصل إلى 9 % أو 10 % هذا العام، وهو أسوأ بكثير مما كان عليه الأمر خلال الأزمة المالية لعام 2009، إضافة إلى توقعات بارتفاع معدلات البطالة بشكل كبير».
حالة مزرية
ومضت تقول: «لم يتم التخطيط لإدارة أزمة الوباء في روسيا، التي أصبحت تسجل إصابات أكثر من الصين. كما كشف الفيروس عن الحالة المزرية للنظام الصحي في البلاد، بداية من الاختبارات الخاطئة وصولًا إلى نقص عدد الأسِرة».
وأردفت: «يعاني الأطباء والطواقم الطبية من الإرهاق الشديد. ومن المتوقع أن تكون التداعيات أكبر مع انتشار فيروس كورونا خارج موسكو الغنية». وتابعت: «يواجه الرئيس الروسي أكبر أزمة سياسية منذ عقدين، وذلك في العام الذي كان يأمل فيه تعزيز رئاسته عبر اقتراع لتمديد ولايته»، موضحة أن الجائحة وتراجع أسعار النفط كشفا عن هيكل إداري مفرغ.
وأضافت: «رغم أن روسيا لديها احتياطات بقيمة 165 مليار دولار، إلا أن حزمة الإنقاذ المالي للدولة لم تتجاوز حتى الآن قرابة 2,8 % من الناتج المحلي الإجمالي، وهو مبلغ ضئيل لن يساعد روسيا على التعافي.
وأردفت: «ترى مجموعة من الاقتصاديين البارزين أن تدابير الدعم في البلاد يجب أن تكون أقرب إلى 4,5 تريليون روبل، أو 60 مليار دولار، أي 4 % من الناتج المحلي الإجمالي على الأقل».
أداء مخيب
ووصفت الكاتبة الأداء الشخصي للرئيس الروسي بالمخيب، موضحة أنه في العادة يكون غير مستعد للانغماس في التفاصيل الدقيقة للحكم، إلا أنه هذه المرة نأى بنفسه أكثر من المعتاد عن أزمة يبدو أنه غير قادر على إدراك أبعادها. وتابعت تقول: «فوّض بوتين المسؤولية إلى عمدة موسكو سيرغي سوبيانين والحكومة برئاسة رئيس الوزراء الروسي ميخائيل ميشوستين وزعماء إقليميين يفتقرون إلى التجهيزات».
وأشارت إلى أن هذا السلوك كان بمثابة خطوة غريبة بعد سنوات من مركزية السلطة والموارد، مضيفة: «رغم إطلالات بوتين في الأيام الأخيرة، إلا أنه لا يزال بعيدًا».
ونقلت عن الباحثة السياسية تاتيانا ستانوفايا، قولها: «يبدو بوتين وكأنه غير قلق بشأن الدعم الشعبي».
أدنى مستوى
ومضت الكاتبة تقول: «أشارت استطلاعات الرأي قبل تفشي الجائحة إلى تراجع تقييم بوتين إلى أدنى مستوى منذ ضم شبه جزيرة القرم عام 2014، لكن على ما يبدو فإنه ساء بشكل أكبر الآن، حيث قالت وكالة استطلاع ممولة من الدولة الأسبوع الماضي إن 28 % فقط من الروس ذكروا اسم بوتين عندما طُلب منهم تسمية سياسي يثقون به».
وتابعت: «يختلف الخطر المباشر الذي يواجهه بوتين هذه المرة، وربما ينطوي على تداعيات تؤثر على طموحاته بعيدة الأمد».
ونقلت عن صاموئيل غرين، مدير معهد روسيا في كلية كينغز كوليدج لندن، قوله: «اعتاد الروس على حل مشاكلهم الخاصة ولديهم علاقة رمزية إلى حد كبير مع الدولة. ولكن أزمة كورونا ليست عادية. وكانت العائلات بالفعل تتعامل مع تقلص الدخل المتاح، ولكن لا يمكنها الاعتماد على النفس أكثر من ذلك، لذلك فإن غياب موسكو الآن محسوس أكثر من أي وقت مضى».
وخلصت الكاتبة إلى أنه نتيجة لذلك أصبح النظام السياسي أكثر هشاشة من أي وقت مضى، وتتآكل المؤسسات وتتزايد اللا مبالاة، وتتراجع الثقة في الرئاسة والحكومة، خاصة أن الانهيار الاقتصادي سيضر بالجميع.