[email protected]
النصيحة الغالية التي لا تقدر بثمن والتي أطلقتها الجهات المعنية بالمملكة منذ ظهور فيروس كورونا المستجد بالصين وامتداده بعد ذلك إلى كثير من دول العالم في الشرق والغرب هي المكوث بالمنازل وعدم مغادرتها إلا للضرورة القصوى، والإصابات المسجلة في معظمها تلحق بأشخاص لا ينصاعون لهذه النصيحة ويـأبون إلا التجمع في أمكنة عديدة، جاهلين أو متجاهلين أن الفيروس ينتشر بسرعة هائلة، وأن العدوى به سريعة، لاسيما أن الحامل له أحيانا لا يدري أنه مصاب به فينقل العدوى إلى غيره، وليس من سبيل للحد من انتشار هذا الفيروس الشرس إلا بالابتعاد عن الاختلاط وعدم التجمع وإلغاء عادة «المصافحة» إلى أن تنتهي الغمة بإذن الله، وخرق تلك النصيحة يعني أن الفيروس سوف يسري بين البشر كسريان ألسنة النار في الهشيم، ويعني المزيد من الإصابات والمزيد من الوفيات في وقت نحن ودول العالم بأسرها بحاجة ماسة إلى اتباع الإرشادات والنصائح التي تجنبنا الإصابة بالفيروس.
ولابد أن يتحلى الناس بقدر كاف من المسؤولية تدفعهم للانصياع لتلك النصيحة بالبقاء في المنازل وعدم مغادرتها حتى في الأوقات المسموح فيها بالمغادرة بعد ساعات منع التجول إلا لضرورة ملحة وقصوى، وأظن أن المصلحة العامة تستدعي معاقبة أولئك الضاربين بتلك النصيحة عرض الحائط، فهم في حالة عدم الانصياع لها لا يعرضون أنفسهم لتداعيات ذلك الفيروس وآثاره الوخيمة بل يعرضون من يجتمعون بهم لتلك الآثار، فالفيروس ينتقل من شخص إلى آخر بسرعة البرق، فالتجمعات لأي سبب من الأسباب لابد من إلغائها تماما من حياتنا في الظروف الحرجة التي نعيشها ونتعايش معها إلى أن تزول هذه الأزمة وتنحسر تماما، فما أحوجنا اليوم إلى الرجوع لتلك النصيحة الثمينة وتطبيقها عمليا قبل أن يفوت الفوت وتقع الفأس في الرأس.