alzebdah1@
مما لا شك فيه أن الأوضاع الراهنة جعلتنا نعيش الوحدة؛ بسبب التباعد الاجتماعي في ظل الإجراءات الوقائية التي تفرضها معظم دول العالم للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد، ففي هذه الأيام يُطل اليوم العالمي للتوحد، وقد تكون فرصة مناسبة جدًا لالتفاف الأسرة بالكامل حول طفلهم المصاب باضطراب التوحد، خصوصًا بعد الإيقاف المفاجئ لتقديم الخدمات التعليمية والتدريبية لطلاب وطالبات لهذه الفئة، وانقطاع التواصل بين المعهد والمركز والمدرسة في التعليم عن بُعد، ومثل هذه الظروف تشمّر الأسرة عن ساعديها، وتبذل الجهد لتقرب أكثر من الطفل، وعليها أن تكون المدرب والمعلم، فهي مَن تقضي أكبر وقت مع الطفل وحتى قبل الأزمة الحالية هي التي تراقب وتلاحظ، والراصد الأول في أي مشكلة أو تطورات على سلوكه، وكما أنها تلعب دورًا أساسيًا في تطبيق البرنامج العلاجي التربوي، ونقل المعلومات والملاحظات للمختصين لحلها وعلاجها؛ لذلك فهم يمارسون دورًا كبيرًا في نجاح البرامج العلاجية، والأسرة تقوم بدور كبير بمساعدة المعلمين والمعلمات والمدربين على فهم العديد من جوانب الضعف والقوة لدى الطفل، والتي لا تظهر عادةً في أماكن الملاحظة والفحص كالعيادة أو المركز، بل تظهر لدى الأسرة فقط؛ لأن الطفل لا يقوم بها إلا في المنزل، لذلك تأتي هنا أهمية المشاركة الفاعلة للوالدين منذ عملية التشخيص الأولى حتى صياغة البرامج التربوية وتطبيقها وتقييمها.
فهي أهم أعضاء فريق العمل، فلديها من المعلومات التي تؤهّل أفرادها من الناحية العملية لأخذ دور هام في اختيار الأهداف، وتحديد الأولويات، ومتابعة التدريب، وتسجيل التقدم الذي يطرأ على الطفل في المنزل، وتدريبه على المهارات التي تعلمها ونقلها للمنزل، وفي ظل ظروف العزل المنزلي ومنع التجوّل، لدى الأسرة الوقت الكبير للاهتمام بطفلها وتدريبه خصوصًا أن التربية الخاصة لا يوجد لديهم تعليم عن بُعد، فبالأمكان للأسرة القيام بمهارات العناية الشخصية والتركيبات، وتعليم الأرقام والألوان والقيام ببعض المهارات الحركية والرياضية في المنزل، باستغلال أي غرفة في المنزل للعمل بهذه التدريبات، وعليها الاجتهاد في هذا الموضوع، والعمل به فورًا، ولو تكون مبادرة من كل معلم ومعلمة في المساهمة في التعليم عن بُعد، وليس بالضرورة أن يكون الطالب نفسه الذي يتلقى المعلومة مباشرة فقد يكون عن طريق الأسرة، ففي بعض الحالات تحتاج إلى تدريب الأسرة للقيام بذلك مع الطفل، فنحن نعيش في أزمة لا نعلم متى تنتهي والإجراءات الاحترازية في تصاعد والقرارات التي تتخذها الحكومة دليل وعيها وإدراكها مبكرًا لخطر انتشار فيروس كورونا، فواجبنا الالتزام التام بها ومع ذلك لا نترك ذوي اضطراب التوحد دون تدريب وتعليم وترفيه في المنزل، فالحلول موجودة، والتعليم عن بُعد له وسائل كثيرة وبرامج متعددة، ويوجد معلمون ومعلمات أكفاء لإيصال المعلومة، سواء للوالدين أو الطفل.. فمَن يشمّر ويُقرع الجرس؟!