تفاءل الفنانون العرب عندما ظهر اتحاد الفنانين التشكيليين العرب وأطلق بعض مبادراته وبرامجه الفنية التي كان ينظر إليها على أنها بداية تحقق التئام الفنانين وتجمعهم، أقيم أكثر من معرض وفي أكثر من مدينة عربية بجانب اجتماعات كان يحضرها ممثلون من تلك الدول، ترسم طموحات الاتحاد والفنانين وتسعى إلى تحقيق أهدافه، كان بينالي الإسكندرية وأقام أولى دوراته عام 1955، وبعد عقود وعلى نحو أشمل ظهر بينالي القاهرة 1984 وقبل هذا التاريخ كانت الكويت تنظم معرض الفنانين التشكيليين العرب منذ أواخر الستينيات حتى العام 1989 وكان المعرض محطا لأبرز وأهم الأسماء العربية مشاركين ومحكمين ومقيمين، وكانت تمنح فيه جائزة كبيرة هي (الشراع الذهبي) وبعد عقود سعت جمعية الكويت للفنون التشكيلية لإحياء الاتحاد دون جدوى، عمل بينالي الشارقة منذ دوراته الأولى على استقطاب الفنانين العرب فكان يستضيف العديد منهم ويقيم بموازاة المعرض ندوة تتواصل ثلاثة أيام يشارك فيها نقاد وباحثون وفنانون عرب، وهو ما كان يقيمه بينالي القاهرة بمشاركة دولية هامة، كل ذلك توقف الآن وأصبح الفنان العربي يبحث عن ملاذات ومناسبات فنية تجمعه بزملاء مشواره وفنه، فلا يجد إلا ذكريات يستعيدها البعض الآخر على أمل أن تعود لتثمر روحا فنية تتجدد وتتواصل، غاب بينالي القاهرة منذ 2010 وعاد العام الماضي بسيطا، كما توجه بينالي الشارقة مختلفا وظهرت ملتقيات أخرى لها صفة استثمارية. ظهر آرت دبي وآرت أبوظبي وغيرهما، لكن التوجه هنا كان إلى التجارة والاستثمار، غابت المجلات والمطبوعات وغاب الكثير من الأسماء الكبيرة بالوفاة أو العجز أو التهميش، وهو ما ألاحظه الآن في الكثير من البلدان، وحتى على مستوى الخليج فالركض بعيد عمن أسسوا وجددوا ووضعوا اللبنات الأولى أو من تلاهم.
[email protected]