لا تزال المملكة العربية السعودية تبذل جهدها من أجل إيصال المساعدات للشعب اليمني وتلبية احتياجاته الإنسانية، وسبق أن أعلنت مساهمتها بمبلغ 500 مليون دولار لخطة الاستجابة الإنسانية للأمم المتحدة لليمن في عام 2020م، إلى جانب الدعم المادي واللوجستي لمكافحة انتشار جائحة كورونا، وآخر ذلك سيارات الإسعاف والكمامات والمعقمات وخلافه.
العالم كله يواجه هذا التحدي الصحي والإنساني في ظل عدم وجود علاج أو لقاح، فيما يبدو لا يعرف الحوثيون عنه شيئا وهم محشورون في كهوف الجبال ومستعصمون بالمدن والقرى التي لا تزال تحت سيطرتهم، وذلك يعني تعميق الأزمة الإنسانية للشعب اليمني وحرمانه من حق الرعاية الصحية لمجرد أن هذا الطرف يرغب في استمرار القتال وعدم الخطو تجاه السلام والاستجابة الحقيقية لمبادراته.
الكلام والخطب لا تمنح الشعب اليمني الوقاية من جائحة كورونا، ووقف إطلاق النار من جانبهم ينبغي أن يتم دون شروط أو معوقات مهما كانت، فالمعركة الآن مع فيروس قاتل ولا يزال مجهولا، وفي ظل الأوضاع اليمنية الحالية نسأل الله أن يجنب اليمنيين ويلات هذا الفيروس، إذ يبدو أن منهم من لا يعي حجم الكارثة الصحية التي تطال جميع دول العالم وتقف عاجزة أمامه إلا الحوثيون الذين يتحدثون كثيرا ولا يثقون في الأمم المتحدة أو حتى أنفسهم ليوقفوا هذه الحرب ويستجيبوا للرسائل التي يرسلها لهم تحالف دعم الشرعية.
لا توجد خيارات في مثل هذا الموقف العصيب، إما أن يكون الطرف الحوثي على قدر المسؤولية ويقي الشعب اليمني ويلات هذا الوباء، أو يتسبب في أسوأ كارثة بشرية يمكن توقعها طالما لا يعي مسؤولياته تجاه الشعب اليمني الذي ظل يكتوي بالتعنت والمراوغة طوال سنوات الحرب ولا يجد رغبة أو إرادة حقيقية للسلام.
من المهم أن يكون دور الأمم المتحدة ومنظماتها أكثر فعالية في الدخول إلى مناطق سيطرة الحوثيين وإيقاف عبثهم بالمساعدات التي يقدمها تحالف دعم الشرعية، والتخلص من فكرة أن كل ما يقدمه التحالف للشعب اليمني مستباح من جهته بحيث يحرم غالب اليمنيين مما يبقيهم على قيد الحياة ويمنحهم أملا في الحياة في ظل ضغوط اقتصادية متعاظمة يعيشونها بسبب الصلف الحوثي وتعسفه في أي مبادرات لوقف القتال والتعدي على المملكة.
نؤكد على الدور الأممي لأنه المظلة التي تقي الشعب اليمني الفوضى التي يتسبب فيها الحوثيون، ويمكن أن يسمح لمساعدات تحالف دعم الشرعية أن تصل إلى وجهاتها حيث يكون اليمنيون دون أن يسطو عليها هذا الطرف الذي يخوض حربا لا تعرف أخلاقيات القتال وتقدير الظرف الصحي السيئ في هذه المرحلة الإنسانية العالمية، التي توجب أن يتوقف كل إرهاب حفظا لأمن وسلامة المجتمعات الدولية من فيروس كورونا.
@sukinameshekhis