وقد ظهرت تعليقات ونكات كثيرة على بقاء الرجل في حضن أسرته أو على تجمع العائلة بجميع أفردها لساعات طوال، مظهرة بعض أفرادها وخاصة الآباء بمظاهر سلبية تخرجهم من الأدوار التى اعتدنا عليها، وقد بدأت كثير من النكات تأخذ منحى سلبيا
يؤثر تكرارها على طبيعة العلاقات الأسرية وتعمل على هدمها على المنحى البعيد.
فعلى سبيل المثال فعاليات البقاء في البيوت تنوعت وأظهرت لنا مواهب وإيجابيات كثيرة، لكن هناك من للأسف يتعمد التهريج متوقعا أن مساهماته في هذا الحدث لا تتعدى الضحك والفرفشة، ناسيا أن تكرار التعرض لمثل هذه النكات التى تتعرض لكيان الأسرة وخاصة السلبية منها قد تهدم قيما كثيرة أو تهز مكانة للأم والأب أمام أبنائهم.
وتتعرض كذلك بالتجريح لطبيعة العلاقات الأسرية بشكل خاص.
كما أنها قد تترك أثرا سلبيا على المتلقين لهذه السخافات من الأبناء والبنات الصغار منهم والكبار على حد سواء.
فالتعليق على الآباء والأمهات ومس طبيعة الحياة الزوجية سيكون له برأيي أثر وشرخ كبير في مدى فهم الأبناء لقدسية هذه العلاقة..
فمنهم من صور الأب وكأنه أتى من عالم الاستراحات والمجالس وكأنه لا يعيش معهم أبدا.. ومنهم من صور الأب والأم في خصام شديد نتيجة بقائهم مع بعض في فترة الحجر المنزلي، وصوروا العلاقات الأسرية كأنها لا تقوم إلا على التباعد.
وتكرار هذه النكات والسماح بتداولها بيننا قد يؤدي إلى نواتج وخيمة على المجتمع وإن بدت أنها للضحك والتهريج، فنحن نحتاج إلى مجتمع واعٍ يعرف أن النكتة قد تكون سهاما قاتلة للعلاقات الأسرية إذا استمر تكرارها بهذا الشكل.
نحتاج أن نعي جميعا أن كيان الأسرة وروابطها هي روابط مقدسة لا يجب المساس بها، وهي أساس نهضة المجتمع وتطوره.. فهل يعي ذلك عاقل؟.