(2)
الطموح والآمال، كلها لا تعني له شيئا، الصراعات والنزاعات والخلافات، يراها تافهة جدا، وقد يستنتج سذاجة أسبابها، في تلك المرحلة، هو كائن غير متوحش، ولا لديه قابلية أبدا، للبحث عن النفوذ أو السلطة أو مال يجمعه أو يستولي عليه، إنما همه الوحيد كيف يحافظ على حياته وأسرته؟
(3)
انظر: لحياتك الآن.. بعد فيروس كورونا، ماذا تغير؟ أين تلك الآمال والطموحات؟ أين ذلك الوحش القابع في داخلك؟ أين الأنانية والكبرياء؟ لماذا أصبحت الآن ذلك الحمل الوديع؟ أهو الخوف الذي تسلل لقلبك، والترقب والقلق بدأ يحتويك، أنت: الآن تتمنى فقط أن ترجع حياتك الطبيعية؟ تدعو الله أن ينهي هذا الوباء، أو يسخر الله أحدا من خلقه، ليكشف علاجا ناجعا، حتى لا يصيب أحدا من أسرتك أو من تحب.
(4)
الابتلاءات شيء عظيم من الله، قاسية ومرعبة ومؤلمة، ظاهرها العذاب وباطنها الرحمة، لا يقدرها الله إلا لحكمة بالغة، وعاها من وعاها، وجهلها من جهلها، وبالتأكيد مقومة ومهذبة لسلوكيات الإنسان، وما زلت مؤمنا ومتفائلا رغم مرارة هذه التجربة، بأن الله يريد بهذه الأمة الإسلامية الخير والصلاح، ويدفع عنها الضر.
(5)
وأنت: الآن ترى العالم الكبير رغم ما يملكه من إمكانيات واقتصادات وتقنية ضخمة وجيوش كبيرة، مشلولا وعاجزا أمام عظمة هذا الفيروس الصغير، ليثبت لك من جديد ضعف الإنسان، وعدم قدرته، على فعل شيء لمواجهة خطره، إلا أن يأذن الله برفع هذا البلاء.
(6)
فارفع كفيك للواحد القهار الأحد الصمد، لمن لا يغلق أبوابه أبدا، حتى وإن تأخرت الإجابة، لها حكمة وأسرار، تعجز قلوب البشر وعقولهم عن إدراكها، علق آمالك بالله، فرحمته سبقت عذابه
@kha9966