[email protected]
أكاد أزعم أن المقولة الشهيرة «رب ضارة نافعة» تحققت على أرض الواقع في الظروف الصعبة والحرجة التي يمر بها وطننا المعطاء كغيره من أقطار وأمصار العالم، فالنصيحة المسداة للمواطنين من كافة الجهات التي أنيط إليها التعامل مع فيروس كورونا المستجد تنحصر في أهمية البقاء في المنازل وعدم الخروج منها كأسلوب احترازي من أساليب السلامة، والحقيقة التي يجب أن تقال في هذا الصدد أن هذه النصيحة أدت إلى تفعيل الترابط الأسري ودعمه بين أفراد الأسر، وقبل اجتياح الفيروس وظهوره كان أرباب العوائل يقضون معظم أوقاتهم خارج منازلهم بارتياد الأندية والمقاهي والاستراحات ودور السينما وخلافها من الأماكن لقضاء الوقت، وهو أسلوب خاطئ لا شك أنه أضر باللحمة الأسرية التي كادت تتفكك.
نصيحة البقاء في المنازل التي التزم بها أرباب الأسر أعطت لهم مساحات شاسعة لتعميق أواصر المحبة والألفة فيما بينهم وبين أفراد أسرهم، وتلك مساحات أدت إلى تعميق لحمة العلاقات الأسرية الحميمية بدلا من تفكيكها واحتمال إصابتها في مقتل، فالعلاقة بين الأزواج أضحت أكثر عمقا، والعلاقة بين الأب وأطفاله أضحت أكثر فعالية، فلم تفتقد أربابها طيلة الليل والنهار فأضحى لنصيحة البقاء في المنازل أثر فاعل وحيوي لالتئام أفراد الأسرة، وهي فرصة سانحة لتدارس أحوالهم، وأصبح رب الأسرة أكثر قربا من مشاكل أولاده ليصار إلى بحثها والتغلب عليها، وصدقت تلك المقولة الصائبة «رب ضارة نافعة» في تحقيق أهداف عائلية هي من أهم الأهداف على الإطلاق.