دوري الأولى.. فنون وجنون..!!

«الجنون»، هو أقل ما يمكن أن يطلق على أحداث ومنافسات دوري الأمير محمد بن سلمان لأندية الدرجة الأولى لكرة القدم، في ظل الإثارة الكبيرة التي تحظى بها مبارياته، والتقلبات المستمرة التي تشهدها جولاته.
جولة بعد الأخرى تزداد الحيرة، ويبدو العجز واضحا حينما تبدأ التوقعات، فمن يتواجدون في مقدمة الترتيب قد يتعثرون من فرق المؤخرة، ليفقدوا نقاطا بالغة الأهمية في إطار المنافسة الشرسة للحصول على إحدى البطاقات المؤهلة لدوري الأضواء.
» احترافية العين
وسط صمت كبير، كان العين يخطط بامتياز من أجل التواجد في دائرة المنافسة، فاستقطبت إدارته الخبير التونسي الحبيب بن رمضان، الذي تمكن من وضع وصفة استثنائية، فجرت طاقات لاعبيه المحليين والأجانب، لتعلن عن عزمها في التواجد ضمن قائمة المرشحين لخطف إحدى بطاقات الصعود لدوري الأضواء، وهو ما كشف عنه الأداء الرائع والرغبة الدائمة في تحقيق الانتصار، رغم بعض الهزات التي تعرض لها في طريقه نحو الصدارة، وهي ما تمثلت في الخسارة خلال لقاءين والتعادل في 11 لقاء، كان الأقرب للفوز في الكثير منها.
» صدارة بدون خسارة
العين لم يعرف طعم الخسارة في الجولات الـ13 الأخيرة، وبات مرشحا فوق العادة من قبل الكثيرين لخطف إحدى بطاقات الصعود، حيث جاءت خسارتاه أمام فريقين منافسين وهما القادسية بهدف نظيف في الجولة الـ7، والبكيرية بهدفين نظيفين في الجولة الـ15، فيما يبدو المثير في الخسارتين أنهما جاءتا على أرض العين بالباحة.
» عودة الباطن
كانت المخاوف تسيطر على عشاق الباطن في المراحل الأولى من المنافسات، في ظل التذبذب الفني الذي ظهر به خلال جولات البداية، قبل أن يستعيد رونقه شيئا فشيئا، وسط زيادة التجانس بين لاعبيه ومدربهم البرتغالي خوسيه أنطونيو جاريدو، المدرب الذي يشكل الاستثناء في عالم دوري الدرجة الأولى، الذي يعجز الكثير من المدربين غير العرب عن التعامل مع تفاصيله وأساليبه المختلفة.
وتبدو خبرة لاعبيه الذين نجحوا في تجاوز العديد من العقبات أثناء تواجدهم سابقا في دوري الأولى، وكذلك تواجد الإدارة الواعية التي تجيد التعامل مع الأمور الدقيقة، ستكون أبرز العوامل التي تعيد «السماوي» لدوري المحترفين من جديد، رغم تنازله عن الصدارة المشتركة في الجولة الماضية بخسارته أمام الطائي في حائل.
» الثبات سر البكيرية
اعتقد الجميع أن البكيرية الوافد الجديد لدوري الأمير محمد بن سلمان لأندية الدرجة الأولى لكرة القدم، سيكون ضيف شرف أو فريقا يتواجد في المناطق الدافئة على أفضل تقدير، لكنه كشف عن شراسته الكبيرة منذ البداية، وأكد بأنه سيتواجد من أجل المنافسة، والمنافسة فقط.
جولة بعد أخرى يؤكد البكيرية بأنه فريق من الطراز الرفيع، بل وعاشق بجنون للأسلوب الهجومي بعيدا كل البعد عن التحفظ الدفاعي الذي يمتاز به الكثير من فرق دوري الأولى.
ويبدو أن السر خلف تألق البكيرية يكمن في الثبات الفني بتواجد التونسي محمد دحماني، الذي صعد بالفريق من دوري الدرجة الثانية، والذي نجح في اختيار العناصر الجديدة في الفريق، وصناعة التجانس الكبير بينها وبين أعضاء الفريق السابقين.
» أحد يدخل مرحلة الشكوك
بعدما نجح أحد في استعادة عنفوانه والتواجد ضمن أقوى المرشحين للصعود لدوري المحترفين، أدخلته خسارتان متتاليتان أمام الباطن والنهضة مرحلة الشكوك من جديد، بعدما تراجع للمركز الرابع بفارق 6 نقاط عن العين صاحب الصدارة.
ويأمل عشاق أحد أن يتجاوز الفريق هاتين الخسارتين ويعود لسكة الانتصارات من جديد؛ من أجل عدم الابتعاد بشكل أكبر عن منطقة المنافسة، وبالتالي التعرض للكثير من الضغوطات، في ظل دخول الدوري مراحله الأخيرة.
» تراجع أبناء الخبر
اعتراضات كبيرة جدا قادها أبناء الخبر على خلفية تعاقد الإدارة القدساوية مع المدرب التونسي يوسف المناعي، الذين رأوا أن مسيرته التدريبية لا تتناسب مع طموحات نادي القادسية ورغبته في العودة لدوري الأضواء.
عمل المناعي بصمت، وكون فريقا مميزا جدا، صنع بداية تاريخية توقع معها عشاقه بأن يحسم إحدى البطاقات المؤهلة في وقت مبكر، لكن تراجعا مخيفا أصاب الفريق القدساوي، الذي بدا في فقد الفارق المريح عن أقرب منافسيه، حتى تنازل عن الصدارة وواصل رحلته في سكة التراجع، لتقوده نتائجه الأخيرة للتواجد في المركز الخامس مع امتلاكه لمباراة مؤجلة أمام الخليج، قد تسمح له بالعودة للمركز الثالث في حال انتصاره فيها.
ويتطلع عشاق القادسية أن تعيد فترة التوقف الإجبارية الحيوية لفريقها، ليعود إلى عنفوانه مع دوران عجلة دوري الدرجة الأولى لكرة القدم من جديد.
» النهضة.. القادم بقوة
لم تكن البداية كما تمناها عشاق «مارد الدمام»، وتوقع الكثيرون أن تقتصر أهداف الموسم الحالي على تحقيق البقاء في دوري الأولى من جديد، لكن انتفاضة استثنائية قادها النهضاويون أعادتهم للواجهة من جديد.
وبعد النتائج المميزة التي حققها الفريق في المرحلة الأخيرة، بات النهضة الخطر الذي تخشاه فرق المقدمة، في ظل اقترابه النقطي منهم واحتلاله المركز السادس برصيد 49 نقطة.
» الثقبة يحقق المطلوب
رغم البداية القوية التي كان عليها فريق الثقبة الضيف الجديد على منافسات دوري الأمير محمد بن سلمان، وتواجده في دائرة المنافسة، إلا أن ما يحققه حتى الآن رغم تراجع النتائج في بعض الجولات يلبي الكثير من طموحات وآمال عشاقه، الذين يرون هدف البقاء هو الأهم في هذه المرحلة.
» الخليج والجيل في دائرة الخطر
التوقعات كانت كبيرة جدا فيما يتعلق بقدرة فريقي الخليج والجيل على التواجد في دائرة المنافسة بكل قوة، في ظل النتائج الرائعة التي أنهيا فيها الموسم الماضي، وتواجدهما على بعد خطوات قليلة من الصعود لدوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين، إلا أن الواقع كان مريرا، وما زال يهددهما بالمزيد من القسوة في حال لم يستفيقا، فالهبوط سيكون مصيرهما خاصة وأن فرق المؤخرة بدأت في جني المزيد من النقاط، والفارق بينها وبين الخليج والجيل بات ضئيلا، وبالإمكان اجتيازه في ظل تبقي (30) نقطة في متناول يد كل فريق من فرق دوري الأمير محمد بن سلمان لأندية الدرجة الأولى لكرة القدم.