DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

هل يشعل سد النهضة أول حرب على المياه؟

هل يشعل سد النهضة أول حرب على المياه؟
هل يشعل سد النهضة أول حرب على المياه؟
إثيوبيا رفضت الاتفاق الجديد وانسحبت من المحادثات الثلاثية (جيتي)
هل يشعل سد النهضة أول حرب على المياه؟
إثيوبيا رفضت الاتفاق الجديد وانسحبت من المحادثات الثلاثية (جيتي)
حذرت صحيفة «إندبندنت» البريطانية من تحوّل نهر النيل من كونه مصدرًا للحضارة والسلام إلى مصدر للصراع.
وبحسب مقال لـ «أحمد أبو دوح»، تلوح الحرب في الأفق بعد 9 سنوات من المفاوضات المرهقة الخاصة بالسد، الذي تقيمه إثيوبيا على النيل.
ومضى يقول: على مدار آلاف السنين، أقامت مصر حضارتها القديمة وأساس اقتصادها الحديث، ناهيك عن هويتها على التدفق المستمر لمياه النيل، لكن، للمرة الأولى، تتعرض للتهديد بالعطش.
» المشروع الاكبر
وأردف بقوله: سيكون سد النهضة الإثيوبي بالقرب من الحدود مع السودان هو الأكبر في أفريقيا، وهو مشروع تبلغ قيمته 4.6 مليار دولار.
وتعول إثيوبيا عليه للحصول على الكهرباء ونمو اقتصادي محتمل، وأضاف: مع ذلك، تشعر مصر بالقلق من أنه إذا تم ملء السد بسرعة كبيرة في السنوات القادمة، فلن تحصل على حصتها العادلة من مياه النهر خلال تلك العملية.
وأشار الكاتب إلى أنه تم بناء السد بنحو 70%، وتخطط إثيوبيا للبدء في ملئه في يوليو المقبل، موضحًا أن الإثيوبيين يريدون ملء السد في 7 سنوات، بينما تعتقد مصر أنه ينبغي أن يحدث ذلك في فترة تتراوح بين 12 إلى 21 سنة لتخفيف تأثيره على إمدادات المياه إليها.
وأردف يقول: بعد فشل المحادثات الثلاثية بين مصر والسودان وإثيوبيا، استقروا على الولايات المتحدة والبنك الدولي كوسيط خارجي، وأدت المفاوضات الشاقة، التي قادها وزير الخزانة الأمريكي ستيفن منوشين إلى اتفاق، تعتقد الولايات المتحدة أنه يعالج جميع القضايا بطريقة متوازنة ومنصفة، مع مراعاة مصالح الدول الثلاث.
» الاتفاق الجديد
ومضى يقول: لكن إثيوبيا لا تقبل الاتفاق الجديد وانسحبت من المحادثات، وهو إجراء يظهر مدى عزلتها.
وادعت أن الرئيس دونالد ترامب أعطي معلومات غير دقيقة وغير كافية عن السد، وكان رد مصر «إذا كانت المياه تعني الكهرباء لإثيوبيا، فهي مسألة حياة أو موت بالنسبة لمصر».
ونوّه إلى أن هذا المأزق يكشف أن السد الإثيوبي هو قاعدة التنافس على النفوذ بين عملاقين إقليميين.
ومضى يقول: لكن رئيس الوزراء الإثيوبي الحائز على جائزة نوبل، أبي أحمد، يرى أن بلده قوة صاعدة ويريد الاستفادة من السيطرة على أسرع الاقتصادات نموًا في أفريقيا، هناك فرصة لترجيح كفة توازن النفوذ في المنطقة لصالح بلاده، وأردف: وفقًا لمصر، لم يؤد صعود إثيوبيا العدواني إلى تعزيز التعاون، ويبدو أن هدف أديس أبابا الحقيقي هو الهيمنة الإستراتيجية على القرن الأفريقي والنيل.
وتابع: بالنسبة للقاهرة، السد رمز لخطة أديس أبابا لتقليل قوتها، إثيوبيا لديها انتخابات عامة في وقت لاحق من هذا العام، التي حوّلت السد إلى قضية سياسية ساخنة، لكي يكون قادرًا على الفوز في الانتخابات، يتعيّن على أبي أحمد أن يُظهر للناخبين أنه يستطيع أن يكون قاسيًا فيما أصبح استثمارًا في شرف الأمة، كما يحب أحمد تسمية الأزمة.
» دفع الفواتير
ومضى يقول: يُصر المسؤولون المصريون على أن البلاد لا تُنكر حق إثيوبيا في بناء السد، لكن الدبلوماسي المصري يتساءل: لماذا يتعيّن على القاهرة دفع جميع الفواتير؟.
وتابع: في عام 1978، أكد الرئيس المصري آنذاك، أنور السادات، الذي وقّع معاهدة السلام عام 1979 مع إسرائيل بعد حرب طويلة، أن المسألة الوحيدة التي يمكن أن تدفع مصر إلى الحرب مرة أخرى هي المياه.
وأردف: بعد 10 سنوات، حذر الأمين العام السابق للأمم المتحدة بطرس بطرس غالي من أن الحرب القادمة في منطقتنا ستكون على مياه النيل، وليس لأسباب سياسية.
وأضاف: إن إمكانية الحرب على مياه النيل متأصلة بعُمق في اللاوعي القومي المصري؛ لأن النيل كان دائمًا مصدر الحياة في دولة صحراوية ساحقة، هذه الطبيعة القاسية جعلت المصريين، عبر تاريخهم الطويل، يدركون أنه من أجل الحفاظ على تدفق المياه، يجب أن يسكب الدم في بعض الأحيان، حتى في أسوأ حالاتها، لا يمكن لأي حكومة مصرية أن تتحمّل أن ترى شعبها يواجه العطش.