ومرحلة الطفولة هي التربة الخصبة التي يجب استثمارها لبناء المجتمع. فالمناهج الدراسية والأسرة والمجتمع تعتبر مصادر تعليمية وتربوية تساعد الطفل على النمو الفكري والعاطفي بشكل سليم للنهوض بمجتمعه ووطنه. فطرح المحتوى القصصي المؤثر لأخذ العبرة والعظة من خلال المناهج يساعد على تثبيت أهمية العطاء وحُب الخير للغير. وكذلك، استضافة المدارس القدوة الصالحة في المجال التطوعي لمناقشة الطفل من العوامل المشجعة على أهمية التطوع. وأخيراً، تخصيص المُجتمع برامج تطوعية خاصة للطفل من الأمور التي تساعد على صقل شخصية الطفل وتعزز فيه روح المشاركة والاندماج المجتمعي.
أما من ناحية الأسرة، فدور الوالدين مهم في عملية تعليم الطفل وتشجيعه على الانخراط في المجال التطوعي. فالوعي الأسري لأهمية التطوع يقع على عاتق المنظمات المعنية بمجال العطاء الإنساني، فالتدريب والندوات والدورات المهتمة بالتنمية البشرية والاجتماعية مهمة جدا لتوضيح دور التطوع لبناء المجتمع بالنسبة للأسرة. فعندما يدرك الوالدان أهمية التطوع في البناء الإنساني والاجتماعي سوف يكون التطوع قيمة تربوية يسعى الوالدان إلى غرسها في أطفالهم.
وأخيراً بالنسبة للمجتمع، فإن البرامج والمحافل بجميع مستوياتها كفيلة لتشجيع الطفل على المشاركة فيها بشكل فعّال. فبناء المجتمع يقوم على التطوع أولاً، ومن خلالها سوف يسعى أفراده إلى طرح المبادرات التي تطور وتنهض بالفرد أولا والمجتمع ثانياً. وهذا ما لاحظته مؤخراً، فالكثير من المبادرات والمؤسسات كانت قائمة على التطوع إلى أن شاء الله لها لتكون منظومات مؤثرة ومنتجة لما هو إيجابي.
وفي النهاية أختم كلماتي ببعض الذكريات الجميلة أثناء نقاشي مع المغفور له بإذن الله المُبدع نجيب الزامل. الذي كرس جُلّ وقته لهذا المجال محاولاً توضيح دور التطوع في تهذيب النفس أولا وبناء المجتمع والوطن ثانياً. فلقد تعلمت منه أن التطوع نهضة تقوم عليها الأوطان وتبنى من خلاله المجتمعات. فالتأثير الإيجابي للتطوع والذي تركه لنا ذلك الرجل المعطاء، جعلني أهتم بكيفية جعل التطوع مجالا رئيسيا لبناء المجتمع والوطن.
@FofKEDL