البعض لا يصاحب إلا من هو أقل منه، فيختار الأضعف حتى يضمن تبعيته له، ويستعرض فلسفته عليه، ولذلك يعيش طوال حياته بنفس المستوى لا يتقدم إن لم يتراجع.
والبعض يلزم نفسه بمصاحبة المحطمين، وكأنه يظن أن قدره مصاحبة هؤلاء، رغم أنهم يتفننون ليلا ونهارا في تدمير حاضره ومستقبله بتشاؤمهم الناتج عن فشلهم، حيث يبذلون كل كلمة مسيئة تسهم في منعه من فضحهم، بتقدمه وترك استراحتهم.
والبعض يظن أنه - أو أنه قادر على جعل ولده- سيكتفي بالجهاز عن الرجال، ولذلك يعيش في عالم افتراضي لا يدعم لغته ولا قيمه، ولذلك تكون الصدمة كبيرة في معظم الأحيان عند أول نزول للواقع.
يجب أن نجعل مصاحبة الرجال على رأس أولوياتنا إن كنا نريد النجاح، لأن الحماس عدوى، كما أن الابتسامة عدوى، والتفاؤل عدوى، ومكارم الأخلاق عدوى، بل علينا أن نتعب ونضحي بحثا عنهم وسعيا لصحبتهم.
في الحديث يقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّمَا مَثلُ الجَلِيسِ الصَّالِحِ وَجَلِيسِ السُّوءِ كَحَامِلِ المِسْكِ وَنَافِخِ الْكِيرِ، فَحَامِلُ الْمِسْكِ إمَّا أنْ يُحْذِيَكَ وَإمَّا أنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ وَإمَّا أنْ تَجِدَ مِنْهُ ريحًا طَيِّبَةً، وَنَافِخُ الكِيرِ إمَّا أنْ يُحْرِقَ ثِيَابَكَ وَإمَّا أنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحًا مُنْتِنَةً».
أين نجد الرجال؟
قد نجدهم في المجالس ولذلك علينا أن نرقى باختيار مجالسنا، وقد نجدهم في المساجد والجامعات والمدارس وقاعات التدريب، وقد نجدهم بين الجيران، وقد نجدهم بين أقاربنا، فللرجال أماكن محددة ومعروفة كما أن لضدهم ما يضادها.
المهم أن تكون المعايير عالية، وأن نكون شجعانا في التخلي عن أي صديق لا يرقى بنا.
@shlash2020