لم تعد أكاذيب أردوغان ومراوغاته وأضاليله التي يلوح بها أثناء خطبه قابلة للانطلاء أو التصديق، ذلك أنها سياسة تقوم على خلط الأوراق أمام الرأي العام العالمي في محاولة لتبرير اعتداءاته المتكررة على الأراضي السورية من جانب، وتبرير دعمه اللامحدود بالأموال والأسلحة للتنظيمات الإرهابية والمرتزقة من جانب آخر، وتلك السياسة بكل تفاصيلها تستهدف في واقع الأمر تغطية هزائمه المتلاحقة سواء عبر سقوط العشرات من الجنود الأتراك في ساحات المعارك أو عبر هزائم أدواته الإرهابية التي مازال يدعمها بمختلف وسائل الدعم لاسيما عناصر جبهة النصرة الإرهابية وغيرها من المجموعات الإجرامية المدعومة من قبل النظام التركي على محور سراقب بريف إدلب الجنوبي الشرقي.
وتلك مجموعات من المرتزقة يحاول الرئيس التركي بها تبرير اعتداءاته المتلاحقة على الأراضي السورية رغم تكبده خسائر فادحة تلحق بجنده وبمرتزقته من الفصائل الإرهابية في المناطق والمزارع غرب مدينة سراقب وغيرها من المناطق، وتلك الخسائر في الأرواح والمعدات يحاول النظام قلب مجرياتها إلى انتصارات وهمية لا ترى على أرض الواقع وإنما تدور داخل المخيلة المريضة للرئيس التركي الذي مازال ينشر أكاذيبه عن انتصارات ساحقة يحققها للتملص من أخطائه السياسية المكشوفة التي لم تعد خافية على كل الدول بما فيها الدولة التركية التي ما زالت تعاني الأمرين من تلك السياسة الغارقة في العنف والإرهاب.
وإزاء تلك الغطرسة التي يمارسها الرئيس التركي فإنه لا يزال مستهينا بمختلف الدعوات الأممية بأهمية وقف إطلاق النار في شمال غرب سوريا، وآخرها تلك الدعوة التي أطلقها الأمين العام للأمم المتحدة بوقف موجة العنف التركي لمنح فرصة لأي عمل دبلوماسي من شأنه الوصول إلى حلحلة الأزمة القائمة قبل استفحالها وصعوبة السيطرة الكاملة عليها، وتلك استهانة تضاف إلى مواقف النظام التركي الغارقة في الأخطاء بما يدفع للقول إن الوضع خطير جدا ما لم يتوقف النظام عن ممارسة أعماله العدائية.
وتبدو الأمور على الأراضي السورية معقدة للغاية بفعل تلك الاعتداءات التركية التي تحول دون اتخاذ الإجراءات الدولية العاجلة لوضع حدود قاطعة لتصعيد الأزمة التي ما زالت تتنامى بمرور الوقت بفعل تلك الاعتداءات، والمدنيون للأسف الشديد هم الذين يدفعون الثمن، واستمراريتها تعني تفاقم الأوضاع ووصولها إلى طريق مسدود يخرج عن السيطرة ما لم يوقف النظام التركي أساليبه العدوانية وينصاع إلى الإرادة الدولية بوقف إطلاق النار لمنع خطورة تصاعد الأوضاع المتأججة على الأراضي السورية.
[email protected]