أما الحضن من الخلف فهو غالبا ما يكون بين الزوجين، فلو حصل من الرجل تجاه المرأة أثناء قيامها بعملها فقد يكون المعنى أنه يريد مشاركتها بأعمالها، أو قد يريد توصيل رسالة لها بمحبته واشتياقه لها، ولو كان الحضن من الخلف من المرأة للرجل ففي الغالب تكون هي بحاجة له وقد يكون مزاجها غير مستقر وتريد أن ترتاح أو تقول له أنا بحاجة إليك، أما الحضن الطويل فهو تعبير عن الحاجة الماسة للمحضون وأن الحاضن يتمنى أن العلاقة تطول ولا تنتهي مع المحضون، وقد يكون تعبيرا عن مرحلة الضعف الذي يمر بها الحاضن، أو قد يحدث أثناء سفر المحضون لفترة طويلة مثل سفر الولد للدراسة فتحضنه أمه لفترة طويلة، أو الفراق الطويل للمحبين، أما الحضن الذي يرفع فيه الرجل المرأة من الأرض لو كان وزنها بالنسبة له خفيفا، فهو تعبير على سعادته برؤيتها واشتياقه لها، وإذا كان الحضن من الجنب وغالبا ما يكون أثناء المشي فيكون تعبيرا عن الحب للتلاصق الجسدي بين الطرفين، أما الحضن السريع وهو الحضن الذي يستغرق ثواني معدودات فهو تعبير عن الاهتمام والرغبة في التلامس الجسدي، فالحضن لغة عاطفية مهمة للجنسين
وقد ورد أن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم احتضن بعض أصحابه وقبلهم وقبل بين عيونهم، وقد فعل ذلك مع جعفر بن أبي طالب عندما رجع من السفر إلى الحبشة، وكذلك فعل مع أسامة بن زيد وابنته فاطمة رضي الله عنهم جميعا، فالاحتضان حاجة أساسية للإنسان ولهذا من أول لحظة خروج الطفل للدنيا تحضنه أمه ويظل يحتاج الإنسان للاحتضان طول عمره، ويقرر الأطباء أن الإنسان يحتاج باليوم أربع مرات احتضان؛ لأن الحضن يفرز هرمون السعادة، ويقوي المناعة، ويساعد على ارتخاء العضلات، ويساعد على توازن الجهاز العصبي، ويخفف التوتر ويحقق الدفء، ولهذا نحن أثناء الوضوء للصلاة ندلك أطرافنا ونعمل لهم مساجا طبيعيا خمس مرات باليوم لأن اللمس يشعر الإنسان بالراحة والاستقرار، فكيف لو كان اللمس من محب، فالحضن فرحة وأمان وقبول، وحضن الأم يعطي الدفء والحنان، وحضن الزوج يعطي الحب والاستقرار، وحضن كبير السن يعطي الراحة والدعم.
drjasem@