DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

التعصب ظاهرة اجتماعية خطيرة مصدرها التنشئة الخاطئة

يعوق النمو النفسي ويقود للاضطراب

التعصب ظاهرة اجتماعية خطيرة مصدرها التنشئة الخاطئة
أكد مختصون أن «التعصب» ظاهرة نفسية واجتماعية، ومرض اجتماعي خطير تتعدد وتتنوع أشكاله، وينتج من التنشئة والتربية السيئة، سواء كانت بوعي أو بغير وعي، ويصبح شديد الخطورة عندما يتخذ أشكالا عدوانية وعنيفة، وشددوا على أهمية تكاتف جهود العديد من مؤسسات المجتمع لعلاج تلك الظاهرة.
» شعور داخلي
وذكر الأخصائي الاجتماعي بدر الحماد، أن التعصب شعور داخلي يجعل الإنسان يرى نفسه أنه على حق وحده، وأن الآخرين على باطل، وهذا ما يجعله لا يقبل برأي أحد، وأوضح أن التعصب ينتج من التنشئة والتربية السيئة، سواء كانت بوعي أو بغير وعي، مقصودة أم لا، فعندما يشعر الطفل بأنه أفضل من إخوانه فهذه عنصرية وتحيز، وعندما نتكلم عن أقراننا وجيراننا على أنهم من الأصول الفلانية، ثم نتحدث بدرجة أقل عندما نتعامل مع الخادمة أو السائق على أنهما أقل منزلة فهذه عنصرية، وقس على ذلك الكثير من النماذج، التي نقابلها خلال اليوم.
» التربية الأساس
وبيَّن أنه يجب تربية أبنائنا على قبول الاختلاف، واليقين بأنه أصل الحياة، وليس التطابق والتشابه، فالله سبحانه خلق من كل زوجين اثنين الذكر والأنثى، الأبيض والأسود، الليل والنهار، الشمس والقمر، وهذا هو الأساس، لكننا اعتدنا على مقولة: «مَنْ هو ليس معي فهو ضدي وعدوي أيضا»، لذلك ظهرت الصراعات والخلافات والحروب.
» مرض اجتماعي
وبيَّنت الأخصائية النفسية رانيا أبو خديجة أن التعصب مرض اجتماعي شديد الخطورة، خاصة عندما يتخذ أشكالا عدوانية وعنيفة، وأضافت: التعصب شعور داخلي يجعل الإنسان يتشدد فيرى نفسه دائما على حق ويرى الآخرين على باطل بلا حجة أو برهان، ما يولد الكراهية والعداوة في العلاقات الاجتماعية والشخصية، حيث يمد التعصب صاحبه بأسباب وهمية تفوت عليه فرصة حل إشكالاته ومشاكله بطريقة واقعية.
» صعوبات نفسية
ونظرا لما يخلقه من صعوبات نفسية واجتماعية، فإن التعصب يعوق النمو النفسي للأفراد، ويدفعهم إلى الاضطراب، وهو ما دفع أغلب علماء النفس إلى الاتفاق على أن صاحب الشخصية التعصبية هو نفسه صاحب الشخصية المضطربة، وأصحاب الشخصيات المضطربة هم شخصيات نرجسية عدوانية، لم يحظوا بالأمن أو الرعاية في طفولتهم، وعادة ما يشعرون بأنهم بحاجة إلى إشباع احتياجاتهم «كالشعور بأن يحتل مركزا مرموقا بين الآخرين، أو الشعور بأنه أفضل من الآخرين»، وعدم قدرته على التعبير في مجال جماعته، فلذلك يلجأ إلى التعصب، ويعبر على رأيه بالعدوان على الآخرين، وهي حيلة دفاعية لا شعورية يلجأ إليها المتعصب؛ ليتخلص من القلق ومشاعر الإثم المرتبطة بنقائص في شخصيته وسلوكه، فيلجأ إلى إسقاط هذه النقائص على الآخرين.
» تضافر الجهود
وحتى نواجه ظاهرة التعصب، فنحن نحتاج إلى تضافر الجهود من العديد من مؤسسات المجتمع مثل: الأسرة، المؤسسات التعليمية، المؤسسات الاجتماعية والنفسية، المؤسسات الدينية، الإعلام، وغيرها من المؤسسات التي تسهم في صناعة شخصية الإنسان، مع اهتمام كل مؤسسة بالقيام بدورها في نبذ العنف وزرع قيم المساواة.
» المؤسسات التربوية
ولا بد من دعوة المؤسسات التربوية المختلفة لبناء ثقافة الديمقراطية التسامحية، وإلى تعميق لغة الحوار في مختلف نواحي الحياة، والتعاون بين الأسرة والمدرسة والمجتمع في تكوين الأطفال، وإتاحة الفرصة لهم للتعبير عما يجول في خواطرهم، وربط المناهج بموضوعات تخدم فهم الطفل وإدراكه للمجموعات المختلفة، وتخلق ثقافات متعددة.