تطوير حقل «الجافورة» يدخل المملكة باطمئنان إلى عصر من الطاقة جديد سوف تصل معه إلى احتياطيات تريليونية من الغاز سوف تخصص في قطاعات صناعية إضافة إلى قطاع الكهرباء وتحلية المياه، وبهذا التطوير النوعي فإن المملكة ستغدو واحدة من الدول الكبرى المصدرة للغاز والبتروكيماويات، وتطوير الحقل مدار البحث سوف يثمر عن استثمارات هائلة يبلغ حجمها 110 مليارات دولار مع ازدياد إنتاجه المتزامنة مع مراحل تطويره المتعاقبة، وهذا يعني ضمن ما يعنيه أن الحقل سوف يحقق دخلا إضافيا يجعل المملكة من أهم الدول المنتجة للغاز في العالم فهو يعد أكبر حقل للغاز غير المصاحب وغير التقليدي تم اكتشافه بشرق المملكة بطول 170 كيلو مترا وعرض 100 كيلو متر، وتقدر أحجام الغاز في مكامنه بنحو 200 تريليون قدم من الغاز الرطب المستخدم عادة في الصناعات البتروكيماوية والمكثفات ذات الأقيام المرتفعة.
ومراحل تطوير الحقل سوف تؤدي إلى ارتفاع تدريجي للإنتاج يصل في حال اكتمال تطويره إلى 2و2 تريليون قدم مكعبة من الغاز عام 2036 م بما يمثل 25 بالمائة من الإنتاج الحالي، وسوف تسمح خاصية الحقل بإنتاج نحو 130 ألف برميل يوميا من الإيثان وهو يمثل 40 بالمائة من الإنتاج الحالي وإنتاج حوالي 500 ألف برميل يوميا من سوائل الغاز والمكثفات المطلوبة للصناعات البتروكيماوية التي تمثل نحو 34 بالمائة من الإنتاج الحالي، واكتشاف وتطوير الحقل يتواكبان عمليا مع النمو الاقتصادي المتزايد وفقا لرؤية المملكة الطموح 2030.
ومن نافلة القول إن هذا الحقل بحجم دخله وإنتاجه سوف يوفر العديد من فرص العمل المباشرة وغير المباشرة للمواطنين، ويحول المملكة إلى واحدة من أهم الدول المنتجة للغاز في العالم، إضافة إلى مركزها كأهم منتج للنفط، كما أن الحقل من جانب آخر سوف يحقق خطوة نوعية هامة لمزيج أفضل لاستهلاك أنواع الطاقة المحلية ويدعم المشروعات الموضوعة لحماية البيئة واستدامتها، والمملكة بهذا الاكتشاف والتطوير حريصة باستمرار على بذل جهود حثيثة لتنويع مصادرها الاقتصادية وتعزيز مكانتها كدولة رائدة في سوق الطاقة الدولي.
والاهتمام بتطوير الحقل الجديد يدخل ضمن سعي الدولة لاكتشاف طاقات جديدة يمكن من خلالها تنويع الدخل ترجمة لما جاء في رؤيتها المستقبلية القائمة على استغلال ثرواتها ودعم اقتصادياتها للوصول إلى أرفع مستويات التنمية المستدامة وتحقيق الرفاهية والرخاء المنشودين للمواطنين، والأخذ بهذا الوطن المعطاء إلى مدارج الرقي والنهضة ليضاهي بذلك الدول المتقدمة الكبرى في مساراتها الاقتصادية والصناعية.