وأكد التقرير، الذي جاء تحت عنوان «الدليل السريع لبصمتك الكربونية الرقمية»، أن قياس بصمتنا الرقمية لا يحتاج إلى علوم معقدة، مستعرضًا الجوانب المختلفة التي تفسر التأثيرات المناخية الناجمة عن نمط حياتنا التكنولوجية الحالية.
واستهدف الدليل، الذي أعدته الشركة العالمية المتخصصة في مجال توفير أنظمة توصيل البيانات والاتصال عن بُعد «إريكسون»، إزالة الغموض المحيط بموضوع البصمة الكربونية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، من خلال قياس مدى استخدام الأجهزة المتنوعة للكهرباء.
» تأثير معقد
ووصف التقرير، التأثير المناخي لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات بـ«شديد التعقيد»؛ إذ يتضمن عدة مستويات من التأثير، تشمل انبعاثات الكربون المباشرة المرتبطة بتصنيع منتجات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات واستخدامها، والتخلص منها، مثل البصمة الكربونية، وتأثيرات الانبعاثات السلبية أو الإيجابية غير المباشرة الناتجة عن استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، مثل التبدل في عادات السفر، وتعزيز عمليات ووسائل النقل والتأثير في السلوكيات والتفضيلات.
» الآثار الأخرى
وذكر التقرير أن تأثير خدمات البث الإذاعي، أو تلك، التي تقارن البصمة البيئية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات مع القطاعات الأخرى، فإنها عادة ما تركّز على انبعاثات الكربون المباشرة أو ما نشير إليه ببصمة الكربون الرقمية، على الرغم من أن الآثار الأخرى الناجمة عن استخدام التكنولوجيا غالبًا ما يكون لها تأثير يفوق التلوث البيئي بكثير.
» ديسباسيتو
وضربت «أريكسون» المثل، بأغنية «ديسباسيتو»، التي حققت شهرة عالمية كبيرة، وتمّ تحميلها نحو 5 مليارات مرة على الهواتف الذكية في 2018، موضحة أن الأمر احتاج استخدام كهرباء تعادل ما تستهلكه تشاد وغينيا بيساو والصومال وسيراليون وجمهورية أفريقيا الوسطى معًا خلال عام واحد.
وأوضحت أن خبراءها اكتشفوا أن تحميل هذه الأغنية كل هذه المرات يتطلب حوالي 0.005 تيرا واط/ ساعة، بما في ذلك حصتها من الشبكات ومراكز البيانات، مشيرة إلى أن تنزيل أغنية واحدة يستهلك حوالي 0.001 كيلو واط/ ساعة، في المقابل، بلغ استهلاك الكهرباء في البلدان محل المقارنة نحو واحد تيرا واط/ ساعة عام 2017 (1 تيرا واط ساعة - مليار كيلو واط ساعة -).
وقالت الباحثة الرئيسة في الشركة، التي أعدت التقرير بيرنيلا بيرجمارك، إن هذا التقرير يبرز أهمية حماية البيئة واستدامتها، مشيرة إلى دور التكنولوجيا الرقمية في خفض انبعاثات الكربون إلى النصف بحلول عام 2030؛ إذ يتطلب الأمر وضع أهداف علمية للحد من الاحتباس الحراري، بعد ارتفاع درجة حرارة الأرض بحوالي 1.5 درجة مئوية في مرحلة ما بعد الثورة الصناعية.
