[email protected]
ما عاد هنالك من يشك في أن قناة الجزيرة القطرية قد أصبحتْ أكبر «هايبر ماركت» للردح الإعلامي، هذه القناة التي طالما سوّقتْ لنفسها بشعار الرأي والرأي الآخر، فيما هي في واقع الأمر لا تتبنى سوى رأي الغوغاء من المتاجرين بشعارات العداء للغرب، رغم أن حاضنتها قطر تضم أكبر قاعدة عسكرية لأمريكا خارج أرضها، حيث تشكلتْ هذه القناة من كيمياء «Mix» الإخوان وأدعياء العروبة والقومية، ومحازبي أعداء الأمة من الفرس وأذنابهم، ممن اعتادوا على أن يتاجروا بقضايا أمتهم، حيث وجدت فيهم حكومة قطر ضالتها في إطار مشروعها في تقمّص دور سياسي أكبر من حجمها، وذلك باحتضان دعاة الإرهاب، ودعم الفصائل التي تريد شق الصف في بلدان الجوار العربي، وإشعال الفتن، ورش الملح الإعلامي على بعض الشعارات التي تلعب على تسويق الخيال بعيدًا عن الواقع كرمي إسرائيل التي ترتبط معها الدوحة بأميز العلاقات رسميا في البحر، وغير ذلك من الشعارات التي يلوكها ضيوف ومحللو القناة صباح مساء على سبيل استقطاب الجمهور الذي تحركه مثل هذه الطروحات المسطحة.
لكن يبدو أن جزيرة قطر، وبعدما استنفدتْ كل ما في جعبتها من الإساءات للمملكة على وجه الخصوص، ولاكتْ كل ما تصل إليه يدها من الملفات، واختلقتْ حيالها القصص والروايات والأكاذيب بطريقة فاقت مخيال «أجاثا كريستي»، وصلتْ أخيرًا إلى مرحلة الإفلاس، لتعود إلى الدفاتر القديمة، تطبيقًا للمثل العربي الشهير «إذا أفلس التاجر فتّش في دفاتره القديمة»، فبدأتْ بنبش قضية الاعتداء على الحرم، والتي مرّ عليها أربعة عقود، وصارتْ تفاصيلها في متناول الجميع، فيما شكّلت أول مسلسل للإرهاب الذي تحاربه المملكة، وتختلف مع قطر حوله، إلى حدّ أن تناولتها الدراما السعودية، على أمل أن تجد ما تبيعه من ترديد هذه القصة، بعد وضع شيء من الورنيش على ما صدأ فيها، ومسح ما علق بها من الغبار، لتسوّقها على زبائنها، لكنها لم تتنبه إلى أن مثل هذه الواقعة لم يعد فيها أي «قطبة مخفية»، وبالتالي فإن أي محاولة لتجديدها بشيء من الفبركات لن يجعلها قابلة للتسويق، مما يعني نضوب موهبة رواة قناة الجزيرة ومؤلفيها، ويتعيّن عليها بالتالي أن تفتش عن مؤلفين جدد أكثر مهارة في التزييف والتزوير، وأكثر إدراكًا أن البضائع المستهلكة لا يمكن أن تجد من يشتريها.
[email protected]
[email protected]