إحراز المملكة المرتبة الأولى عالميا في خط الاستجابة الإنسانية في اليمن للعام المنفرط، وزيارة وفد منظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسف» لمقر البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن بالرياض، يعطي أكبر دليل على سعي المملكة الحثيث لإحلال السلام في اليمن، عطفا على مرجعيات الحل السياسي المتمثلة في المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، وعطفا على مخرجات الحوار الوطني الشامل، وعطفا كذلك على القرارات الأممية ذات الصلة بالأزمة اليمنية، وتلك معطيات تصب في رافد دعم الشرعية اليمنية، ومواجهة الانقلابيين المدعومين من قبل النظام الإيراني المتمرس على دعم المنظمات الإرهابية في المنطقة، ومن ضمنها الميليشيات الحوثية التي سعت منذ الانقلاب لوضع اليمن في حالة حرب وممارسة كافة الإرهاب مع أبناء اليمن.
لقد دأبت المملكة على اتخاذ كافة السبل المؤدية لاستعادة مؤسسات الدولة اليمنية، والعمل الحثيث على دعم أمن واستقرار ووحدة اليمن وسلامته وسيادة أراضيه، وأهم السبل التي اتخذتها المملكة الجنوح إلى تسوية الأزمة العالقة سلما، وقد اتضح ذلك من ترحيب الرياض بالاتفاق الموقع بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي في شهر نوفمبر من العام الفائت، وهو ترحيب لقي تثمينا عالميا، فالجهود المبذولة للمملكة أدت للوصول إلى هذا الاتفاق الحيوي، تنفيذا لتوحيد الجهود من من أجل احتواء الانقلاب الحوثي واستعادة مؤسسات الدولة اليمنية.
ولا شك أن تلك الجهود المثمرة كانت محط إعجاب وتقدير دول العالم دون استثناء، وليس أدل على اهتمام المملكة بالشأن اليمني من الدعم اللا محدود لهذا البلد الشقيق، حيث تصدرت المملكة المرتبة الأولى المانحة للمساعدات الإنسانية لليمن، والتي بلغ حجمها نحو 419 مليار دولار، وفقا لما جاء في تقرير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية «الأوتشا»، وهذا يعني فيما يعنيه أن المملكة حريصة أشد الحرص على مصالح اليمن، والدفاع عن سيادته وحمايته من عبث الانقلابيين وأعوانهم، وهو هدف مازالت المملكة تمارسه على أوسع نطاق.
وعطفا على تلك المساعدات المقدمة لليمن، ووقوف المملكة إلى جانبه لاستعادة أمنه واستقراره، وطمأنينة أبنائه من براثن الميليشيات الحوثية الإرهابية، فإنها بذلك تدشن مبادئها الثابتة والواضحة تجاه الأزمة اليمنية، والمتمحورة في أهمية عودة السلام إلى هذا البلد الشقيق وقطع الطريق أمام أعدائه من الحوثيين وأذنابهم للحيلولة دون العبث بأمنه واستقراره، والعمل بمثابرة من أجد عودة اليمن نحو حظيرتيه العربية والدولية، والخلاص من شبح الإرهاب المتمثل في الميليشيات الحوثية وأعوانها.
[email protected]