DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

أخطر ما في الرواية التاريخية استهانتها بوعي القارئ

وزارة الثقافة تضع العمل الروائي على مشرحة 4 أمسيات في الدمام

أخطر ما في الرواية التاريخية استهانتها بوعي القارئ
نظمت وزارة الثقافة الأمسية الأدبية «أدب الرواية التاريخية» في مقر جمعية الثقافة والفنون بالدمام، وذلك ضمن أربع أمسيات أدبية تقدمها الوزارة وتتناول مجالات الرواية التاريخية والوجدانية والنقد الأدبي، وبمشاركة نخبة من الخبراء والمتخصصين.
حيث استضافت أمسية «أدب الرواية التاريخية» الروائي د. أشرف فقيه، والروائي سلطان الموسى، وأدار الحوار أحمد طابعجي، وسط حضور كبير ناقشوا أبعاد الرواية التاريخية وخصائصها الفنية وأبعادها الجمالية والدلالية، وسلطت الأمسية الضوء على أدب الرواية التاريخية، ودورها في الوعي المجتمعي وأدوات التفكير، كما فتحت مساحة للحوار مع المختصين فيها.
» الرواية التاريخية
وأوضح د. أشرف فقيه أن الرواية التاريخية مهمة جدا في الحالة العربية؛ كونها تخرجنا من حالة التنميط التي نجد أنفسنا مأسورين فيها، خصوصا عند المتلقي الغربي، وليس المقصود الكتابة للطرف الآخر، ولكن نحن نحتاج أيضا أن نعرف عن أنفسنا، فهناك رؤية أحادية اللون للذات داخليا وتنعكس خارجيا، فثقافاتنا وحضاراتنا وتاريخنا، مزدهرة ومتنوعة وإنسانية بعمق.
وأضاف فقيه: هناك أكذوبة تقول إن الحضارة العربية لم تتطور، وهذا كله كذب ناتج عن قراءة عابرة وغير متعمقة للتاريخ؛ لذلك نحتاج إلى رواية تاريخية، تكمن أهميتها في كشف مدى التعددية والثراء في موروثنا الإنساني.
» وعي القارئ
وأبان فقيه أن العنصر الفارق بين الرواية التاريخية الرديئة والجيدة، هو أن الرواية التاريخية الإبداعية هي التي تدفع المتلقي أو القارئ أن «يحك دماغه» ويدفعه للتساؤل، وعلى هذا الأساس فالرواية التاريخية توفر منصة عريضة للعب بوعي المتلقي وفهمه وقناعاته، فالكثير من القناعات متوارثة ومبنية على الماضي، والماضي هو التاريخ، وهذا ما يبرر أن تحظى الرواية التاريخية بالاهتمام، والكثير من الجدل من قِبل النقاد.
مشددا على أنه لا ينبغي الاستهانة بذكاء القارئ، فمن يبحث على الحقيقة يقصد الكتب الأكاديمية والدراسات والبحوث، أما العمل الروائي التاريخي فوظيفته أن يبث الروح أكثر في الشخصيات، ويقدم حالة إنسانية.
» تفكيك المفاهيم
وذكر الروائي والكاتب في تاريخ الحضارات سلطان الموسى، أن أحد أسباب لجوء الكاتب إلى «الرواية» هو تفكيك بعض المفاهيم والجرأة في طرحها، إضافة إلى أن الاختباء خلف قصة يعطي فسحة أكبر من طرح الرأي بشكل تقريري ومباشر، مؤكدا ميل الناس إلى التاريخ في شتى المجالات سواء الروائية أو غيرها؛ كون التاريخ جزءا من الأشخاص وفيه هروب من الواقع المرير، ومعرفة تاريخ أمم مرتبطة بحاضرنا.
وأشار إلى أن الرواية التاريخية كانت قائمة منذ ظهورها على عنصرين، الأول: ذكر الحقائق، والثاني: ربطها بما هو متخيل؛ حتى يكون لدينا حقيقة بديلة ولكنها مقاربة للواقع، فلا مانع من وجود خيال يضفي نوعا من البناء الأدبي والدرامي للرواية، ولكن دون تزييف للحقائق، وأضاف: متى ما تم تزييف الحقائق الواضحة يكون هنا التعدي على التاريخ، أما إضافة حقائق وأبحاث أخرى لها مراجع وقائمة على بحوث علمية؛ فإنها تثير الجدل وتنفض الغبار عنها.
» مهام الكاتب
وأوضح الموسى أن من أبرز مهام من يكتب رواية تاريخية، استخدام معلومات تاريخية حقيقية، من شأنها أن تعطي القارئ حبا للبحث والاستزادة، كما أن أحد أكثر العقبات التي تواجه كل من يريد الكتابة عن شخصيات تاريخية هي وجود مراجع بيضاء ومراجع سوداء عن ذات الشخص ما يسبب إشكالية، وقال: لا نستطيع أن ننكر وجود عاطفة في الكاتب وحسب ما يمليه عليه ضميره إلى أي مسار يتجه معه عند الحديث عن هذه الشخصية، وفي نهاية المطاف فإن إحدى مهام الروائي التاريخي هي أن يضعك أمام حقائق مفتوحة، ولكن توجد عاطفة سيتحكم بها من خلالك، ما يشكل مسؤولية على الكاتب.