ويحكي العرض ما تعانيه بعض المجتمعات من الذكورية بكل أمراضها وقسوتها، وما يخلفه ذلك من آثار على العلاقات الأسرية والمجتمعية، بل ويشوه القيم الإنسانية، فالأب «فهد» مضطرب يعاني نفسيا، ما ينعكس على تربيته لأولاده، بل وعلى علاقته بزوجته التي كان يحبها حبا جما، ولكن الصورة تنقلب ما يصيب أولاده بالاضطراب ويحول البيت إلى سجن كبير، يحرم الأولاد من الحياة الطبيعية في الأسرة والمجتمع، وكل ذلك بسبب عدم امتلاكه شجاعة الاعتراف بالمرض والتشويش الفكري والأخلاقي.
يقول الناقد جبار العبودي عن العرض: نجح المخرج وفريقه نجاحا متميزا في قص حدوتة اجتماعية تصلح لكل زمان ومكان، إذ أثمرت الجهود المشتركة لمجموعة العمل من ممثلين ومخرج عن إنجاز عرض مسرحي متقن لجميع عناصره المرئية والمسموعة، إذ نقلنا من في «الصبخة» إلى بهجة جمالية متكاملة.
وعن المنظر المسرحي يقول الناقد العبودي: ارتبط المنظر المسرحي بجمال الفضاء المعماري المسرحي لمكان العرض، وأصبح الفضاء والمنظر المسرحي متداخلا بشكل متكامل، فالمصمم والمخرج عمدا إلى عدم بناء ديكور ثابت أو منظر متكامل، واستخدما، بفطنة وذكاء، القطع الديكورية المتحركة في الفضاء المفتوح ليثريا بها منظر العرض الذي ارتبط تصميمه بين الفضاء والقطع المتحركة وحركة الإضاءة ومحدداتها، لتنتج جماليات بصرية عززت إنتاج المعنى وسهلت الانتقالات المقصودة بين الزمان والمكان، وتداخل ذلك مشهديا خلال مجريات العرض.
ويؤكد أن المصمم والمخرج عمدا إلى استخدام الخطوط المستقيمة والأشكال الحادة لإثراء حالة الصراع الفكري والتعبير عن أنساق العرض الجمالية، كذلك تباين المستويات الأفقية والعمودية في شكل المشاهد، إذ عمد المخرج إلى استخدام السلالم والمستويات المرتفعة في مشاهد الحب والغرام، وكأنه يرتفع عن الواقع الفعلي الأرضي إلى سماوات أخرى تولد جمالا غير منتهٍ.