وتلك الزيادات الملحوظة في أعداد السياح من الداخل والخارج تعود إلى اهتمام الدولة بالمرافق السياحية بالمحافظة، رغم أن عامل المناخ في واقع الأمر لم يكن سببًا في تحديد فترة الاستفادة من المقوّمات الطبيعية بالمحافظة، فزيادة درجات الحرارة صيفًا لم تحُل دون تدفق أعداد السياح إلى هذه المحافظة، ويتم عبر أمانة الأحساء الاهتمام بإنشاء الحدائق العامة التي بلغت مساحاتها نحو 600 ألف متر مربع في محاولة لتلطيف أجواء المحافظة أثناء ارتفاع درجات الحرارة صيفًا.
وثمة مقوّمات سياحية عديدة أدت إلى زيادة أعداد السياح إلى محافظة الأحساء من الداخل والخارج، لعل أبرزها اهتمام الدولة بدعم المواقع والمراكز السياحية والتراثية، وتلعب الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني دورًا فاعلًا ومهمًا لتحسين المرافق التراثية التاريخية بالمحافظة لجذب السياح إليها، وقد أفرز هذا الدور الحيوي عن تطوير المرافق السياحية بالمحافظة، لا سيما الاستفادة من التقنيات الحديثة في عمليات التطوير المختلفة، حتى تحوّلت المراكز التراثية إلى محاكاة حقيقية للواقع القديم في هذه المحافظة.
واهتمام الدولة بجوانب التصنيع السياحي بالمحافظة بارز من خلال إعادة تهيئة مطار الأحساء لزيادة قدرته الاستيعابية، ومن خلال العمل على زيادة أعداد المتنزهات العامة، ومن خلال تنشيط السياحة البحرية، كما هو الحال في شاطئ «العقير» التاريخي، وتوفير أماكن الإيواء السياحي، وتوفير كافة الخدمات المصاحبة للمشروعات السياحية الكبرى، وهذا يعني فيما يعنيه أن المحافظة مُقبلة على تنامي الحركة السياحية بها، وتصاعد أعداد السياح إليها من داخل المملكة وخارجها.