في ضوء ما تشهده المملكة من خطوات تنموية واسعة في مختلف المجالات، بما فيها المجال الثقافي، فإنها أطلقت أول برنامج للابتعاث الثقافي في تاريخها، كما أعلن عن ذلك سمو وزير الثقافة، وهذا البرنامج الطموح بكل تفاصيله سوف يتيح الفرص السانحة للطلاب والطالبات السعوديين لدراسة العديد من التخصصات الثقافية والفنية، في خطوة متقدمة ترسم أهمية تلك التخصصات للوصول إلى الغايات والأهداف المرسومة لمستقبل المملكة الواعد الذي ترسم ملامحه رؤية الوطن وخطط التحول الشاملة، فالتحاق أبناء الوطن بكبريات الجامعات العالمية لدراسة علوم متنوعة يمثل انطلاقة واثبة نحو مستقبل جديد ومتغير.
ولا شك أن التطور الملحوظ الذي يشهده القطاع الثقافي بالمملكة أدى بالنتيجة إلى الإعلان عن هذه الخطوة الطموحة والمباركة التي ستمكن الملتحقين من الطلاب والطالبات السعوديين للحصول على درجات علمية رفيعة في تلك التخصصات المطلوبة، فالبرنامج الذي سوف تنطلق فعالياته في التاسع عشر من يناير المقبل وفقا لمساراته الرئيسية الثلاث يعد برنامجا سوف يبلور مختلف الخطوات الحثيثة نحو صناعة مستقبل ثقافي متغير في المملكة، يلبي اهداف التنمية في مسار من أهم مساراتها.
تلك المسارات تتمحور في شمول البرناج للطاقات الوطنية الشابة من الطلاب والطالبات الذين يدرسون حاليا على حسابهم الخاص في الخارج في تخصصات ثقافية وفنية، فهذه الفئة سوف تلحق ببرنامج الابتعاث الثقافي وفقا للوائحه وآلياته، ومن تقدموا مسبقا بطلبات ابتعاث لدراسة الثقافة والفنون ولديهم قبول من الجامعات المعتمدة فسوف يبتعثون فور استكمالهم لمتطلبات وشروط البرنامج، ويتضمن المسار الثالث الراغبين بتقديم طلبات جديدة للانضمام الى البرنامج.
هذه الخطوة الحميدة التي انتهجتها وزارة الثقافة اقترنت بمنصة إلكترونية شاملة لاستقبال طلبات الانضمام إلى هذا البرنامج الطموح اعتبارا من مطلع عام 2020، وبهذا فإن المملكة وفقا لهذا البرنامج تسعى لانطلاقة ثقافية كبرى تعتمد في أساسها على تحصيل الطاقات الوطنية على تخصصات علمية مختلفة في سائر الروافد الثقافية، التي من شأنها المساهمة الفاعلة في نقل المملكة إلى عوالم متقدمة جديدة في تلك المسارات الثقافية، للنهوض بأحد التطلعات التنموية الطموحة التي جاءت في رؤيتها لصناعة المستقبل الأفضل والأمثل لهذا الوطن المعطاء.