الموظف العادي يعمل ٤٨ ساعة في الأسبوع، بمعدل ٨ ساعات يوميا (نظاميا) والحقيقة أن الموظف يعمل إلى أكثر من ١٠ ساعات يوميا حسب الوظيفة التي يشغرها، فالعمل يكون مستمرا من خلال أجهزة الهاتف الذكية حتى بعد أوقات الدوام الرسمي (وهذا للأسف حاصل في أغلب دول العالم).
لو أخذنا بالمعدل رواتب القطاع الخاص في المملكة للذكور والإناث (٧٣٩٩) ريالا «حسب بيان الهيئة العامة للإحصاء لعام ١٤٤٠»، ولو افترضنا أن هذا المعدل ارتفع بما نسبته ١٠% خلال هذا العام، فنحن نتحدث عن معدل قوامه (8139) ريالا لا أكثر، وبطبيعة الحال فإن التكلفة المعيشية ترتفع بشكل مطرد، وبحسبة بسيطة فإن أكثر من ثلثي الراتب سيضيع، ما بين إيجار المسكن وتوابعه من مأكل ومشرب وفواتير خدمات ومصاريف التنقل وأقساط السيارة والقروض (إن وجدت) والمصاريف المدرسية للأولاد.
فلو استمر الوضع على ما هو عليه، فإن التكلفة المعيشية لذوي المعدل المذكور من الرواتب لن يستطيعوا الاستمرار في العيش بصورة طبيعية خلال السنوات القادمة.
ما يحتاجه سوق العمل لسعودة الوظائف، هو إعادة النظر في متوسط الرواتب مقارنة بالتكلفة المعيشية، فالدولة -رعاها الله- لم تأل جهدا في دعم المواطن من خلال برامج عديدة، كحساب المواطن على سبيل المثال لا الحصر، والعديد من البرامج النوعية التي تساهم في تحسين جودة حياة المواطن، والتي تأسست من الرؤية الحكيمة رؤية المملكة 2030، ولكن نحتاج وقفة تأمل جادة في الموازنة الواقعية ما بين مدخول الفرد السعودي ومصاريفه.
فعلى هذه المعطيات، هل نوقف توظيف السعوديين لملء الشواغر على الرواتب الدنيا، أم نتحرك لتعزيز مكانة الموظف السعودي ليعيش حياة كريمة؟!.
@hkhamoud