DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

الترفيه.. استثمار وصناعة اقتصادية مستدامة ترفع الناتج المحلي

تجذب السياح وتوفر فرصا وظيفية متعددة

الترفيه.. استثمار وصناعة اقتصادية مستدامة ترفع الناتج المحلي
الأخبار الاقتصادية على منصة «إكس»
شهدت المملكة في الآونة الأخيرة نقلة نوعية في مجال صناعة الترفيه الذي ساهم في جذب عدد كبير من السياح، وحفز الكثير من الأنماط الاستثمارية، التي ساهمت في خلق وتوفير فرص وظيفية، وكانت تلك النتائج من أبرز مستهدفات الهيئة العامة للترفيه، التي تأسست بأمر سام منذ 2016م؛ بهدف تطوير وتنظيم قطاع الترفيه، ودعم البنية التحتية في المملكة، بالتعاون مع مختلف الجهات الحكومية والقطاع الخاص، وفق إستراتيجيتها المعتمدة، للمساهمة في تحسين جودة الحياة.
وسعت المملكة إلى إطلاق أول صندوق استثماري لدعم صناعة الترفيه فيما يرتبط الصندوق تنظيميا بصندوق التنمية الوطني، ويختص بما يتعلق بالفعاليات المرتبطة بقطاعات الثقافة والترفيه والرياضة والسياحة، ويهدف إلى بناء شراكات إستراتيجية لتعظيم الأثر في القطاعات المستهدفة فيما تصب الإيرادات لدعم تلك الصناعة التي من شأنها أن تسهم في رفع الناتج المحلي الإجمالي، إضافة لدعم الاقتصاد من خلال المساهمة في تنويع مصادره، ودعم المنشآت الصغيرة والمتوسطة ورفع نسبة الاستثمارات الأجنبية المباشرة لتوليد الوظائف في القطاع.
» نتائج الموسم
وأعلن مؤخرا المستشار تركي آل الشيخ أرقام موسم الرياض التي بلغت 10 ملايين و300 ألف زائر، و206 آلاف سائح، وتجاوز الدخل المبدئي المباشر لموسم الرياض للترفيه مليار ريال، أما الدخل غير المباشر والتغير في التدفقات النقدية من مدى في الرياض خلال فترة الموسم فقد تجاوز 4 مليارات ريال، وبالنسبة للوظائف فقد تجاوزت المباشرة 34700 وظيفة أما غير المباشرة فقد بلغت 17300 وظيفة.
وأوضح نائب رئيس مجلس الإدارة ورئيس لجنة الضيافة والترفيه في غرفة الشرقية حمد البوعلي أن أنشطة وفعاليات الترفيه تساهم في تعزيز الأداء الاقتصادي بالمملكة؛ وذلك نظرا لما تساهم به في تعزيز حركة النشاط الاقتصادي والدخل القومي والحد من تدفقات رؤوس الأموال للخارج للإنفاق على السياحة الخارجية، مما يساعد في تعزيز الاستثمار وتوفير المزيد من فرص العمل المباشر وغير المباشر لاستيعاب النمو في قوة العمل، والارتقاء بحياة المواطنين بما يتسق مع رؤية 2030.
» تنوع الأنشطة
وشهد عام 2018 تنظيم مجموعة متنوعة من فعاليات الترفيه بالمملكة وفقا للكتاب الإحصائي السنوي الصادر عن الهيئة العامة للإحصاء، حيث تنوعت الفعاليات بين المهرجانات والمسارح والأنشطة الرياضية والترفيهية والمعارض والألعاب الإلكترونية بإجمالي عدد 547 فعالية، وبحضور ما يزيد على 20 مليون فرد.
وجاءت المنطقة الشرقية في المركز الثاني بين مناطق المملكة من حيث عدد الفعاليات التي تمت إقامتها بها، وذلك بواقع 140 فعالية، كما تنوعت الفئات المستهدفة من هذه الفعاليات، وفيما يتعلق بدور أنشطة الترفيه في تعزيز التوظيف فمن الضروري الإشارة إلى عدد العاملين في أنشطة خدمات الترفيه بالمملكة في عام 2018 والذي بلغ في الإحصاءات السنوية لمؤسسة النقد العربي السعودي، 17693 فردا وبما يمثل 3.1% من إجمالي عدد العاملين في قطاع السياحة بالمملكة في العام نفسه.
» تنمية الكوادر
وأشار البوعلي إلى أن قطاع الترفيه يساهم أيضا في توفير فرص وظيفية مباشرة بعضها لا يتطلب مهارات متميزة، وتوافر ساعات عمل تناسب الطلاب والخريجين الراغبين في العمل بدوام جزئي، مما يساهم في تعزيز معدل المشاركة للسعوديين في سوق العمل، بالإضافة إلى توفير وظائف غير مباشرة في الأنشطة الاقتصادية الأخرى المرتبطة بقطاع السياحة، إذ تسعى الهيئة العامة للترفيه إلى توفير 250 ألف وظيفة دائمة في قطاع الترفيه بحلول عام 2030، مضيفا: وفي ضوء حرص المملكة على تنمية الكوادر الوطنية فقد دشنت الهيئة برنامج الابتعاث الخارجي في التخصصات الترفيهية؛ بهدف تعليم الطلاب وتدريبهم في أعرق الجامعات العالمية التي تتوافر فيها تخصصات تناسب احتياجات سوق العمل السعودي في قطاع الترفيه.
وتابع: كما تشير الدراسات التطبيقية إلى الدور الحيوي لقطاع السياحة في تعزيز الأداء الاقتصادي للمملكة، حيث توصلت إحدى الدراسات إلى أن مضاعف الوظائف لقطاع السياحة بالمملكة يبلغ 1.4؛ مما يعني أنه في المتوسط فإن كل استثمار في قطاع السياحة يعادل مليون ريال يساهم في إضافة 1.4 وظيفة جديدة.
» عوامل محفزة
وعن أهم العوامل الجاذبة والمحفزة للاستثمار في قطاع الترفيه في المملكة قال البوعلي: إن هناك العديد منها وتتمثل في حجم السكان والذي يعد أحد أهم المقومات الاقتصادية التي تجعل من المملكة سوقا كبيرا بحجم طلب مرتفع على الخدمات الترفيهية، والتنوع الثقافي لدى سكانها، واتسام المملكة بارتفاع حجم الإنفاق لدى سكانها على السياحة الوطنية المحلية والمغادرة إذ بلغ في عام 2018 حجم الإنفاق على السياحة المحلية 48 مليار ريال سعودي، و76.4 مليار ريال على سياحة المغادرة والتي انخفضت مقارنة بالسنوات السابقة، متابعا: مما يشير إلى دور أنشطة الترفيه في المملكة في اجتذاب المواطنين للإنفاق بالداخل بدلا من السفر والاستمتاع بالخارج. وأضاف: كما يعد تحسين بيئة الأعمال أحد العوامل الجاذبة للاستثمار إذ حرصت المملكة على تحسين مناخ ممارسة الأعمال وتشجيع الاستثمار مع تحفيز القطاع الخاص على الدخول في القطاعات الجديدة، حيث أكد بيان الميزانية العامة للدولة لعام 2020م على مواصلة الحكومة العمل على تحقيق أهدافها الإستراتيجية لتنويع القاعدة الاقتصادية ودور القطاع الخاص، وذلك من خلال الاستمرار في تنفيذ المشاريع الكبرى وبرامج تحقيق الرؤية والتقدم في برنامج التخصيص، وتحفيز القطاع الخاص للاستثمار في القطاعات الواعدة والتي من ضمنها قطاع السياحة والترفيه.
» نجاحات مبهرة
من جانبه ذكر المستشار الاقتصادي فهد الشمري أنه من المعلوم أن صناعة الترفيه والفعاليات الترفيهية تعتبر من الصناعات التي تساهم في تنويع مصادر الدخل وزيادته في العديد من دول العالم، ولذا تولي الحكومات هذه الصناعة جل اهتمامها باعتبارها رافدا قويا من روافد السياحة الوطنية التي تعد المصدر الرئيسي للدخل في كثير من دول العالم، وقد أحسنت المملكة عندما اهتمت بالترفيه وجعلت له هيئة عامة خاصة به كلف بها المستشار تركي آل الشيخ وباعتبار أن صناعة الترفيه جديدة نسبيا في المملكة إلا أنها استطاعت أن تحقق نجاحات مبهرة ساهمت في زيادة الدخل العام للدولة؛ كونها أداة من أدوات تنويع مصادر هذا الدخل، مضيفا: ونظرا لما تدره هذه الصناعة من عوائد على الاقتصاد الوطني، فهي تساهم في زيادة نسبة إشغال الفنادق والمطاعم وزيادة ربحية القطاعات الأخرى كالنقل والمواصلات والطيران والتسوق وغير ذلك من الخدمات التي يحتاج إليها القادمون لحضور فعاليات الترفيه.
» فرص وظيفية
وقال الشمري: إنه عندما تتسع دائرة أنشطة الترفيه إضافة لكونها ستدعم نمو السياحة الحقيقية في بلادنا، فإنها ستساهم في خلق العديد من الفرص الوظيفية للجنسين من السعوديين، كما ستعمل على تدريب وتهيئة العديد من الكوادر الوطنية للإشراف على فعاليات الترفيه المختلفة، موضحا أن هذا الاتجاه سيقلص من نسبة البطالة وستنتج عنه زيادة في إسهام الشباب والشابات السعوديين في التنمية الوطنية.
» جذب الاستثمار
وأكد المستشار الاقتصادي أن قطاع الترفيه هو قطاع جاذب للاستثمارات ومتجدد وهو يعتمد بشكل كبير على استخدام التقنيات الحديثة ولا يحتاج إلى كثير من عوامل الإنتاج الأخرى التي قد تحتاجها القطاعات الأخرى للاستثمار، مستطردا: وطالما أن الدولة بسطت قوانين وإجراءات القدوم والزيارة للأجانب والتي من نتائجها توافد أعداد كثيرة من السياح، فإن الاستثمار في هذا القطاع يعد ناجحا خصوصا إذا ما شمل الاستفادة من الإمكانيات المتاحة في قطاع السياحة وتسخيرها لخدمة قطاع الترفيه والعكس صحيح، وهذا سيشجع المزيد من المستثمرين لإقامة فنادق ومنتجعات جديدة في المدن التي تحتضن فعاليات الترفيه، إضافة إلى أنه سيساعد المناطق السياحية القائمة حاليا على زيادة جذب السياح لها من خلال إقامة فعاليات فيها أيضا.
» مهمة السياحة
وأكد د.عبدالرحمن آل شيخ أحد المستثمرين في القطاع السياحي، أن الملاحظ أن الهيئة العامة للسياحة مهمتها حاليا إصدار التصاريح وتطبيق المعايير الرسمية عند التقديم لأخذ تصريح لفندق أو منتجع أو شقق مفروشة ولها بذلك عدة فئات.
وأضاف: ولكن ما نريده نحن أن تشارك الهيئة العامة للسياحة أصحاب الفنادق والمنتجعات والنزل السياحية في الدعم لنرتقي بالخدمات نحو الأفضل.
» خطوة جريئة
وأوضح آل الشيخ أن هيئة الترفيه لها برامج واضحة ومدعومة وآتت أكلها ونتائجها مبهرة، وعندما تلتقي مع توجهات السياحة وبإشراك الملاك في ذلك سوف يكون لها دور ريادي بارز في تنمية السياحة الداخلية خاصة في مناطق الجذب السياحي الصيفي مثل الطائف، الباحة، وعسير.
وأبان أن الفعاليات خطوة مهمة من هيئة الترفيه وأبرزت نتائجها عمليا هذا العام في مهرجانات جدة والطائف وعسير وأكبر مثال على نجاحها موسم الرياض، والفرص الوظيفية ستوفر بانتهاء بوابة الدرعية ومشاريع العلا ونيوم، كما أن المملكة قادمة على خير كبير في ظل قيادة حكيمة.