DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

فارس سعيد: سلاح «حزب الله» سبب أزماتنا

السياسي اللبناني فارس سعيد لـ«اليوم»:

فارس سعيد: سلاح «حزب الله» سبب أزماتنا
فارس سعيد: سلاح «حزب الله» سبب أزماتنا
فارس سعيد
فارس سعيد: سلاح «حزب الله» سبب أزماتنا
فارس سعيد
يخشى النائب اللبناني السابق فارس سعيد أن تتحوّل الأزمة في بلاده إلى «أزمة وطنية كبرى سببها سلاح حزب الله»، عازيا ذلك إلى «المساكنة المستحيلة بين سلاح «حزب الله» بإمرة إيرانية وبين الجمهورية اللبنانية».
ويرى أن اللبنانيين «لمسوا أن بقاء سلاح الحزب خارج الدولة يمنع الدولة من تأمين احتياجات الناس»، مؤكدًا أن «حزب الله يضحّي بلبنان من أجل مصلحته».
وفي حوار خصَّ به «اليوم»، يشدد سعيد على أن «الرئيس سعد الحريري صمد أمام الضغوط»، موضحًا أن «هناك من يقول إنه صمد من أجل تحسين ظروف مفاوضته مع حزب الله، وهناك من يقول إنه صمد لأنه لا يريد أن يجدد التسوية معه»، لافتا إلى أن سمير الخطيب لن يتمكن من تأليف الحكومة، وهذا ما سيؤدي إلى المزيد من التوتر والثورات الشعبية.. فإلى متن الحوار..
» ثورة 17 أكتوبر
دخل لبنان مرحلة جديدة من تاريخه بعد 17 أكتوبر الماضي، كيف تقرأ انتفاضة شعبه؟
- لبنان يمر بمرحلة صعبة جدًا، بدأت بأزمة حكومة وانتقلت لأن تصبح أزمة حكم، وكل ما نريده ألا تتحوّل إلى أزمة وطنية كبرى، هذه الأزمة هي نتيجة المساكنة المستحيلة بين سلاح «حزب الله» بإمرة إيرانية والجمهورية اللبنانية، وسبب الانتفاضة كان ولا يزال أن اللبنانيين علّقوا على طلب من التسوية مطالبتهم بتسليم سلاح «حزب الله» للدولة اللبنانية وفقًا للدستور ولقرارات الشرعية الدولية، شرط أن تقدم الدولة اللبنانية لهم مطالبهم المحقّة وهي ماء، كهرباء، مستشفى، مدرسة وجامعة، ما كان على اللبنانيين نُفّذ، وما كان على عاتق السلطة السياسية لم يُنفذ، ومن هنا انطلقت هذه الانتفاضة أي من المقايضة المستحيلة التي فرضها أهل السياسة والتسوية على اللبنانيين خلال الانتخابات النيابية في 2018 كانت قائمة على تجميد مطلب «حزب الله» مقابل أن يحصل لبنان على استقرار مالي واقتصادي، وعلى نهضة مالية واقتصادية.
ما رأيك بالدعوة إلى الاستشارات النيابية، والاتفاق بشكل مبدئي على تكليف سمير الخطيب لتأليف الحكومة، وهو لا يرضى بثقة الثوار في لبنان؟
ـ يرتكبون خطأً تلو الآخر، فهم لا يقدّرون حجم الاعتراض الموجود لدى الرأي العام اللبناني، باتجاه السلوك الذي تمارسه هذه السلطة، لم تستمع بشكل كافٍ إلى اللبنانيين رغم وجودهم خلال 50 يومًا في الشارع، وهي تكرّر الشيء نفسه، بمعنى أنها تذهب باتجاه محاولة تركيب حكومة محاصصة تتواجد فيها كل القوى السياسية المرفوضة من الرأي العام اللبناني، وعلى رأسهم «حزب الله» و«التيار الوطني الحر»، وأعتقد أنه لو كلف الخطيب فلن يتمكن من تأليف الحكومة، وهذا ما سيؤدي إلى المزيد من التوتر والثورات الشعبية.
ماذا كان تأثير المساكنة مع هذا السلاح؟
- النتيجة كانت أن هذا الحزب عطّل علاقات لبنان بالعالم العربي، وعطّل علاقات لبنان بالمجتمع الدولي، وأدخل لبنان في أزمة مالية ـ اقتصادية حادّة، بدأت تحت شكل أزمة حكومة أصبحت أزمة حكم، إذ إن رئيس الجمهورية ميشال عون يتجاوز الدستور من خلال عدم دعوته النواب من أجل تكليف رئيس حكومة، ونخشى أن يتحوّل الكل إلى أزمة وطنية كبرى سببها هذا السلاح.

احتفالات مدنية بعيد الاستقلال عمت مدن وساحات لبنان (اليوم)

» سلاح الحزب
لمس الجميع أن أحد الأسباب المباشرة لانهيار لبنان المالي والاقتصادي والسياسي هو سلاح «حزب الله» ومشروعه في المنطقة، كيف تقرأ ما يُحكى عن أن هذه الثورة هدفها فقط نزع سلاح الحزب؟
- هذه الثورة بدأت مطلبية ولم تتكلم عن سلاح «حزب الله» لسببين، الأول لأنه شارك في بداية الثورة شرائح واسعة من الإخوة من الطائفة الشيعية، وكان مَن قرّر عدم الكلام عن هذا السلاح هو من أجل إراحة هذه الشريحة الشيعية؛ لكيلا تتعرض لضغوط في المناطق التي تتواجد فيها، مثل الجنوب أو البقاع أو في الضاحية الجنوبية، أما السبب الثاني فهو لأن الناس وضعوا عنوان الفساد والمطالب المعيشية كأولوية بدلًا من عنوان السلاح، ولكن مع تطور هذه الثورة أسبوعًا إثر آخر، يكتشف الناس بالملموس، ويذهبون على وجهتين، إنهم لمسوا اليوم أن مسألة بقاء سلاح حزب الله خارج الدولة في لبنان أدى إلى تحوّل الجمهورية اللبنانية إلى دولةٍ غير قادرةٍ على تأمين حاجات الناس، أي مَن يمنع الدولة اللبنانية من تأمين احتياجات الناس هو «حزب الله»، وهو ما توصّلت إليه الثورة بالملموس.
» حكومة تكنوقراط
يهدد «حزب الله» بسلاحه اللبنانيين اليوم لفرض حكومة تكنوسياسية التي يريدها بدلًا من حكومة تكنوقراط، والتي هي مطلب الثوار لإنقاذ الوضع اللبناني، فما رأيك؟
- اللبنانيون يطالبون بأن يضحّي «حزب الله» من أجل لبنان، وأن يخرج من الحكومة أسوة بكل الأحزاب الأخرى، وأن يتم تأليف حكومة مستقلين عن الأحزاب أو تكنوقراط؛ من أجل إعادة وصل لبنان بالعالم العربي من جهة، وبالعالم الدولي من جهة أخرى، إلا أن ما يحصل هو العكس فـ«حزب الله» يضحّي بلبنان من أجل مصلحته؛ لأن إصراره على البقاء في هذه الحكومة وتمثيله فيها هو التضحية بلبنان وبنظامه المالي والاقتصادي والمصرفي، وعلاقاته العربية والدولية، المشكلة أننا أمام معادلة شبه مستحيلة، فلا حكومة بدون «حزب الله»؛ لأنه لن يرضى بعدم المشاركة، ولا حكومة مع «حزب الله»؛ لأنها ستكون عاجزة عن حلحلة مشكلات الناس.
» تأليف الحكومة
كيف ترى ما يحصل على خط تكليف رئيس جديد لتأليف الحكومة، خصوصًا بعد عزوف الرئيس سعد الحريري عن القبول بأي تكليف وسط تمسّك قوى 8 آذار به؟
- فاجأ الجميع موقف الرئيس الحريري بأنه صمد أمام الضغوط، فهناك مَن يقول إنه صمد من أجل تحسين ظروف مفاوضته مع «حزب الله»، وهناك مَن يقول إنه صمد لأنه لا يريد أن يجدّد التسوية مع الحزب، إلا أن الأيام القادمة هي التي ستقول لنا ماذا يدور في عقل سعد الحريري، لكن مما لا شك فيه أن هذا الصمود هو صمود حقيقي إذا تمت مقارنته مع عادل عبدالمهدي في العراق فأعتقد أن الرئيس الحريري صمد في وجه ضغوطات الحزب في الداخل اللبناني أكثر مما صمدت حكومة العراق أمام الضغوطات الإيرانية.
» عزوف الحريري
هل تعتقد أن الرئيس الحريري يستند على نبض الشارع اللبناني، ويريد أن يصلح ما أفسدته التسويات التي أبرمها مع «حزب الله»؟
- هو يتسلح بهذا الشارع ويجعل هذه الثورة، ثورة صديقة له من أجل تحسين ظروف مفاوضاته مع «حزب الله»، ولكن هذا لا يعني أنه سيستمر بالصمود، أو أننا انتصرنا على الحزب، إلا أنه حتى هذه اللحظة بإمكاني القول بضمير مرتاح إن الحزب لم يستطع فرض شروطه بالكامل على اللبنانيين بفضل حيوية الشباب والشابات الذين رغم كل ما يتعرضون له يستمرون في هذه التحركات السلمية على مساحة لبنان، ويعتبرون أن مطلبهم مطلب مُحِق، وهو تشكيل حكومة من دون أحزاب.

موالون لـ«حزب الله وأمل» يحاولون الاعتداء على معتصمين وسط بيروت (رويترز)

» شعار الإرهاب
بعد الاعتداءات المتكرّرة التي قام بها «حزب الله» خلال الثورة اللبنانية، ها هو يسقط مرة جديدة خصوصًا بعد خروج العديد من المتظاهرين يرفعون شعار «حزب الله» إرهابي.. ما تعليقك؟
- لا شك في أنه فقد أوراقًا كثيرة، وأُولاها احترامه عند مَن كان يظن عن حق أو عن باطل أن هذا الحزب كان عاملًا للاستقرار الداخلي اللبناني أو أنه قدّم تضحيات من أجل لبنان إن كان في وجه إسرائيل أو الإرهاب، يومًا بعد آخر يكتشف اللبنانيون أن هذا الحزب يُشكّل أولًا مشروع غلبة على اللبنانيين، ثانيًا أن قراره ليس لبنانيًا وهو بالتحديد إيراني، وهو يمنع قيام دولة في لبنان.
» تاريخ جديد
كيف تقرأ الأيام المقبلة من تاريخ لبنان؟
- لكيلا تتحوّل الأزمة إلى أزمة وطنية، علينا التمسُّك بالشرعيات الثلاث، الشرعية اللبنانية المتمثلة بالدستور المنبثق عن وثيقة الوفاق الوطني التي أقرّت في اتفاق الطائف عام 1989، ثانيًا بقرارات الشرعية العربية، وثالثًا بقرارات الشرعية الدولية أي 1559 و1701 و1757، هذه هي أحزمة الأمان من أجل انتقال لبنان من مرحلة إلى مرحلة أخرى، وهذا ما يجب أن نتمسّك به كلبنانيين.
» الحرب الأهلية
تلوح أحزاب السلطة بالحرب الأهلية لثني اللبنانيين عن المضيّ قُدمًا بثورتهم، هل ستتمكن هذه الثورة من تحقيق ما تطمح إليه؟
- حققت الثورة أهدافًا كبيرة بسرعة القطار السريع، أسقطت حكومة، وأقفلت مجلس نواب، وأربكت «حزب الله»، وانتخبت نقيبًا للمحامين، وأسقطت الحدود الطائفية بين الطوائف والحدود الجغرافية بين المناطق، وأسقطت مقولة الرئيس القوي واستبدلته بالدولة القوية، وأسقطت مقولة حقوق الطوائف واستبدلتها بمبدأ حقوق المواطن، وبالتالي فقد حققت أهدافًا كبيرة، إنما انتقال لبنان من مرحلة إلى مرحلة أي انتقال لبنان من مرحلة هيمنة إيران إلى مرحلة الاستقلال يتطلب مؤسسات داخلية، ورؤية واضحة من قِبَل طبقة سياسية تساهم في هذا الانتقال، وهنا لا بد أن أشدد على أنه مطلوب من القوى السياسية، خصوصًا القوى السياسية صاحبة المصلحة اللبنانية الصافية أن تتمسّك بالدستور والشرعية اللبنانية، وأن تتمسّك بعروبة لبنان من خلال تمسّكها بقرارات الشرعية العربية والدولية التي هي تؤمّن الوصل بين لبنان والعالم الخارجي.