DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

استشاري طب نفسي: مريض التعاسة الجندرية يعاني الأحاسيس والمشاعر المتضاربة

العلاجات بكل أنواعها غير متوافرة محليا حتى الآن

استشاري طب نفسي: مريض التعاسة الجندرية يعاني الأحاسيس والمشاعر المتضاربة
أشار استشاري الطب النفسي وطب علاج الإدمان د. علي السلامة، إلى أن التعاسة الجندرية أو «اضطراب الهوية الجنسية» كما كان يطلق عليه في السابق، هو حالة من عدم اتساق الشعور بالهوية الجنسية مع الجنس الظاهر المعين عند الولادة، أو الدور والتمثيل الجنسي، وأن المصاب يعاني كثيرا من الأحاسيس والمشاعر المرافقة لها، خاصة ما يترتب عليها في الحياة الأسرية، الدراسية والمواقف الاجتماعية.
» نسب مجهولة
تعد مختلفة تماما عن حالات التشبه بالجنس الآخر، وعن حالات السيولة الجندرية، وحالات الانشقاق الجندري وغيرها من الظواهر، وقال: «لا نملك نسبا محددة في مجتمعنا لكل هذه الظواهر لحد الآن، كما أن نسبة الإصابة به في المملكة غير معروفة، والنسب العالمية متفاوتة جدا، حيث تتراوح بين حالة في كل ألفي شخص إلى حالة في كل مائتي ألف شخص».
» عوامل الإصابة
وبيَّن أنه لا مجال للفصل بين الجانب النفسي والجسدي كعوامل للإصابة بالتعاسة الجندرية، وأردف قائلا: بالإضافة للعوامل النفسية والتربوية تبرز العوامل العضوية أيضا، فالتشفير الجيني وجد في كثير من الحالات، وهو أكبر بكثير في التوائم المتطابقة.
» «جنس الدماغ»
وعن نظرية جنس الدماغ «Brain Sex Theory» أشار إلى أنها من أكثر النظريات المفسرة للحالة، وهي تعتمد على الجانب العضوي، موضحا أنه أثناء نمو وتطور الجنسين في بطن الأم تحدث تغيرات بين الأسبوعين التاسع والرابع عشر من عمر الجنين، يعتقد أنها مسببة للتعاسة الجندرية، فعند دراسة أدمغة المصابين المتوفين وجدت اختلافات عن أدمغة غير المصابين بها خاصة في منطقة ما تحت المهاد والفص الجبهي وقشرة الدماغ أيضا.
» ظهور الأعراض
وأكد السلامة أن للهرمونات دورا محوريا في حدوث الحالات، قائلا: هذه الدور ليس في البلوغ بقدر ما هو أثناء المرحلة الجنينية، أما في الحالات التي تنتج في البلوغ عن اعتلالات هرمونية فهي لا تسمى تعاسة جندرية بل تسمى اضطرابات ناتجة عن عامل كيميائي صرف وهو الهرمونات ويتم علاجها على هذا الأساس ولا يتم علاجها كتعاسة جندرية، ويحدث الاضطراب في أي مرحلة عمرية ولكن المعتاد أن تظهر الأعراض أثناء الطفولة المبكرة أو المراهقة ثم تستمر وتزيد وتتأكد بعد البلوغ.
» سمات الاضطراب
ومن السمات الأساسية للاضطراب، الشعور بعدم الاتساق بين الجنس المعين وبأنه لا ينتمي للجنس الحالي بل للجنس المعاكس، والنفور من الجنس المعين والرغبة في الانتقال إلى الجنس الآخر، والشعور بالاشمئزاز من الخصائص الجنسية الحالية والرغبة في التخلص منها، وممارسة السلوكيات التي يقوم بها الجنس الآخر بدءا من اللعب في الطفولة واللبس واختيار اسم آخر والرغبة بأن ينادى به، وفي الطفولة تتساوى نسبة الإصابة، أما في المراهقة والبلوغ فتزيد نسبة الذكور «المعينين» من ضعفين إلى ثلاثة أضعاف الإناث.
» طرق التشخيص
يتم تشخيص الحالة بحسب إشارة السلامة، بمقابلة تفصيلية «أو أكثر من مقابلة» مع الشخص نفسه، ومع أسرته لأخذ سيرة مفصلة عنه منذ الطفولة المبكرة ثم تطلب فحوصات مخبرية، مثل: مستوى الهرمونات، وتحليل الكرموسومات، وأحيانا صور إشعاعية للدماغ، والأجهزة التناسلية، تجرى هذه الفحوصات لتأكيد التشخيص باستبعاد أسباب أخرى للأعراض.
» العلاجات المحلية
وأضاف: إن العلاجات بكل مستوياتها الهرمونية والدوائية والنفسية والجراحية والتأهيلية للأسف غير متوافرة محليا حتى الآن. أما عالميا، فتختلف من دولة لأخرى حسب أنظمتها الطبية والتشريعية والقضائية والحقوقية. لكن بشكل عام، بعد تأكيد التشخيص، تبدأ رحلة علاجية شاملة «نفسية، اجتماعية، طبية، هرمونية، جراحية، تأهيلية» للشخص ينتج عنها في النهاية نقله للجنس المطلوب.
» بعد الانتقال
وعما بعد العمليات الجراحية النهائية وانتقال الشخص إلى الجنس المطلوب، أكمل السلامة: «يتم التعامل معه على أساس الجنس الجديد»الاسم، الهوية، الشهادات، العمل، الحالة الاجتماعية، القانونية....«ويتم تقديم الرعاية له ولأسرته أيضا لمساعدته على التأقلم، وتذليل العقبات في طريقه للاندماج في حياة أقرب ما تكون للطبيعية.
» للمرضى وللمسؤولين
واختتم السلامة، قائلا: لمن لديهم تعاسة جندرية أقول عليكم بالصبر وعدم الشعور باليأس والإحباط، كما أوصيهم باستصدار تقارير طبية لحالتهم من مستشفيات ولجان طبية حكومية بقدر الإمكان، أما للمسئولين في وزارة الصحة، فأتمنى تشكيل لجان طبية مختصة متعددة التخصصات في المناطق الرئيسية؛ لتقييم هذه الحالات وإصدار الرأي فيها ثم وبعد تأكيد التشخيص، دعمهم وتوفير كافة أشكال العلاجات اللازمة لهم، والتقليل من معاناتهم.