DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

«دومة الجندل» تاريخ يعود إلى أقدم العصور على رأس وادي السرحان

القاعدة القديمة للبلاد ذات موقع إستراتيجي وآثار متعددة

«دومة الجندل» تاريخ يعود إلى أقدم العصور على رأس وادي السرحان
أكد مدير متحف الجوف الإقليمي أحمد العقيد، أن تاريخ دومة الجندل بالجوف يعود إلى أقدم العصور، وأنها تعد القاعدة القديمة للبلاد وتقع على رأس وادي السرحان، موضحا أن الشواهد الأثرية والنقوش والمخطوطات القديمة، دلت على ذلك، كما تميزت دومة الجندل بموقعها الإستراتيجي بالقرب من مدخل وادي السرحان، ومداخل الجزيرة العربية وبلاد الرافدين وبلاد الشام، مشيرا إلى توافر المياه وخصوبة الأراضي الصالحة للزراعة، مؤكدا أن كل ذلك جعل من دومة الجندل مطمعا للدول القريبة منها.
» أهمية تجارية
كما كادت دومة الجندل تفقد أهميتها التجارية، حسب إضافة العقيد؛ لبعدها عن الطرق التجارية الجديدة ولكنها استعادت مكانتها في القرن الثاني عشر، وأصبحت ذات أهمية بحكم موقعها على الحدود بين الجزيرة العربية والشام إبان عصر الدولة السعودية الأولى عام 1208هـ /‏ 1790م، قائلا: بدأ الرحالة يزورونها من الطرق البرية التي تمتد من الأردن إلى المدن الأخرى في شمال الجزيرة، وأصبحت الطرق التجارية التي تمر عبر دومة الجندل أحسن الطرق المفضلة للرحالة الأوروبيين الذين زاروا الجزيرة العربية بعد ذلك.
» قلعة مارد
ومن أبرز الآثار في دومة الجندل، كما أوضح العقيد، قلعة مارد بدومة الجندل، وهي من أهم القلاع الأثرية في شمال المملكة العربية السعودية، والجزء الأكبر منها ظل على حالته القديمة، ويلاحظ ذلك من خلال طريقة البناء المتقن والمنتظم، ويوجد بالقلعة من الداخل مجموعة من الغرف بالإضافة إلى أربعة أبراج في جهات القلعة الأربع، وكانت تستخدم للمراقبة، وتوجد في أسفل القلعة بئر عميقة لا تزال في حالة جيدة، وكانت ذات أهمية للموجودين في القلعة خاصة في وقت الحصار، بالإضافة إلى البئر في الأسفل توجد ملحقات وغرف بنيت في فترة متأخرة من بناء القلعة، وكلمة «مارد» مشتقة من القدرة والامتناع وتعني كل شيء تمرد واستعصى.
» مسجد قديم
وقال العقيد، عن الموقع الأثري الثاني: هو مسجد عمر بن الخطاب «رضي الله عنه»، والذي يقع في وسط المدينة القديمة في دومة الجندل، أمر ببنائه الخليفة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أثناء مروره بدومة الجندل متوجها لتسلم مفاتيح بيت المقدس عام ١٦ للهجرة، ويعتبر من أهم المساجد الأثرية في المملكة العربية السعودية، وتنبع أهمية المسجد من تخطيطه، حيث يمثل استمرارية لنمط تخطيط المساجد الأولى في الإسلام، ويذكرنا بتخطيط مسجد الرسول - صلى الله عليه وسلم- في المدينة في مراحله الأولى، ويتكون تخطيط المسجد من شكل مستطيل تقريبا، ويمتد من الغرب إلى الشرق بطول 32,5م وعرض 18م، ويتكون المسجد من عدد من العناصر المعمارية هي: رواق القبلة، المحراب والمنبر، صحن المسجد، المصلى الصغير «الخلوة»، ويشتهر بمئذنته الحجرية الجميلة التي تعتبر أول وأقدم مئذنة في المساجد الإسلامية، ويبلغ ارتفاعها حوالي 12.7م وكان يؤذن من خلالها للصلاة.
» حي الدرع
ويتكون حي الدرع، كما أبان العقيد، من بيوت حجرية متلاصقة، ذات طابقين، مسقوفة بالأثل وسعف النخيل، موضحا أن الحي يعتبر أحد الآثار الباقية من مدينة دومة الجندل القديمة، ويعود تاريخ إنشائه إلى العصر الإسلامي الوسيط، لكنها تقوم على طبقات أثرية وأساسات تعود إلى منتصف الألف الأول قبل الميلاد، ويتميز الحي بمبانيه وعقوده الحجرية وأزقته، ووقوعه بين البساتين ومسارب الماء التي كانت تؤمن الحياة لساكني الحي من العيون القريبة، كما أن الحي قائم على أنقاض أحياء سابقة العهد، يتضح ذلك من خلال تعدد الطبقات، وظهور الطريق القديم للحي تحت المباني القائمة حاليا.
» السوق والتجارة
أما الموقع الأخير، حسب العقيد، فهو سوق دومة الجندل، مؤكدا أن الأسواق أو التجارة المحلية في الجزيرة العربية قبل الإسلام ازدهرت، وكانت هذه الأسواق كثيرة ومتنوعة منها الدائم ومنها الموسمي، وانتشرت في مناطق عديدة داخل الجزيرة العربية وأصبح لكل مدينة وقرية أسواقها الخاصة.