فلم ولن يفلت من العقاب كل فاسد وإن طالت فترة فساده.
اسمحوا لي أن أتحدث عن هذا الداء الخبيث الذي يسري في دماء الفاسدين، والسبب الرئيس هو إهمال تقويم السلوك حين ظهور هذا الداء منذ الصغر من قبل المربين سامحهم الله، الأسرة والمدرسة والمجتمع كله مسئول.
هذه هي البداية، أما النهاية فستكون كنهاية الفاسدين كما تحدثت الصحف عن فئة منهم مؤخرا، هؤلاء من اكتشفوا ونالوا أشد العقاب، والدور على الباقين الذين لا تزال تغطيهم ورقة التوت، فعسى أن يكون عقاب من تحدثت الصحف عنهم درسا لهم وعظة وعبرة.
السلطة مقياس أخلاق كل شخص، فإن تصرف بضميره وأمانته بالتأكيد لا تهمه ورقة تستره وتغطية كورقة التوت، وورقة التوت التي أقصد ليست ورقة فقط، وإنما عوامل كثيرة، من أهمه-ا انخفاض الوعي وعدم وجود الشجاعة بين بقية بعض الناس لمواجهة الفساد والفاسدين حيث يغضون البصر، أو يصمتون عن الفساد، ويتهربون من المسئولية مما يشجع الفاسدين على الاستمرار في الفساد.
عقول فارغة، فلا تستغرب من عدم استقامتها، فالكيس الفارغ لا يقف مستقيما، لا يهمهم أخلاقية الوسيلة المتبعة لتحقيق غايتهم، بل ملاءمة هذه الوسيلة لغايتهم، والغاية تبرر الوسيلة، منهج وصولي متفق عليه في قانون هذه الفئة. يتلونون بتلون المواقف ليصعدوا على الأكتاف، غير مهتمين بمن يقع أرضا ومن يضيع سحقا لا يهم.. البداية التسلق على الأكتاف، ثم تجاوزوها بالطيران بأجنحة المتسلق عليهم، ولا يهم من يكونون؟ وكيف؟ ومتى؟ وأين؟ كلها أدوات استفهام لها معان فقط في اللغة العربية أما في منهجهم المعتمد الوصول ولا شيء غيره.
ورقة التوت كباقي أوراق الأشجار تسقط عندما يحين وقت سقوطها.
فلم ولن يفلت من العقاب كل فاسد لم يكتشف وإن طالت فترة فساده ولينتظر موعده الآتي.
وغيرهم مخلصون يبدأون أعمالهم بمسك ويختمونها بعنبر، وذكراهم العطرة عمرهم الثاني، ولا يخيفهم سقوط ورقة التوت فلتسقط ما شاء لها السقوط.
صاحب القيم والمبادئ والأخلاق إن نال منصبا تواضع وعمل بأخلاقه وأخلاق المهنة، لا يهمه وجود ورقة توت تحميه سقطت أم ظلت.
أما المتسلق على أكتاف الآخرين يدمره سقوط ورقة التوت، ويكشف ستره، ولا أبالغ إن قلت: أمثاله منتشرون في كل مؤسسة يوجد فيها فساد.