الغالبية يتحدث عن التعليم، وأنه لا يتوافق مع المخرجات، وأن تعليمنا «عقيم» وأن المناهج ما زالت خارج المطلوب، ولا يستفيد الطالب منها في الحياة العملية إلا ما لا يتجاوز الخمسين بالمائة (50%) وما زالت معضلة التعليم ومنذ القدم شغل الحكومة والمسؤولين والجمهور (العوام)..! ومع مرور الأزمنة، واختلاف المشارب والمفاهيم والعقليات التي مرت على حقيبة وزارة التعليم إلا أن الإرث والحمل ثقيل ويحتاج إلى «زلزال» كبير يهدم الأنظمة وبقايا العقليات التي كانت وربما ما زالت تدار بها العملية التعليمية لدينا..! هناك «إرث» وعقول أضحت لها وزن ومكانة وتربت على تلك القوانين والأنظمة والطرق، والمناهج، والأسلوب في العملية التعليمية، وأصبح لهم أنصار يصارعون للبقاء، وأصبح «التعليم» بين مد وجزر وبين العصا والمطرقة والنظرية هي البيضة والحجر بين أبناء المهمة الجديدة الحاضرين «العازمين» لنقل التعليم إلى الطرق المتقدمة وانتشاله من عقليات وتقاليد الماضي وأساليب التقليديين..!؟ العملية ليست صعبة ولكنها ليست بتلك السهولة التي ربما يتوقعها البعض فكما أن الإرث كبير، والحمل ثقيل إلا أن «الصدمة» ربما تزلزل الأحجار المتراكمة على تلك الإدارات ومن يتولاها، فتزيح هؤلاء وننعم بتعليم خارج المنظومة التقليدية وتعليم منفتح على الآخر.. تعليم يعتمد على «الإبداع» لا على «التلقين» ويعطي للموهوبين والمبدعين تسهيلات ودعما، ونجد أن «استثمار العقول» وصناعة العقول تبدأ وتنطلق من مدارسنا وجامعاتنا، وأن مراكز البحث بدأت بالعودة، وأن مؤسساتنا التعليمية انفجرت للعلم واكتساب المعرفة وهنا يتوقف النزف والحديث والجدال عن التعليم، ونجد أن البوصلة تتجه للمعرفة ومواكبة العصر ونجد علوم «الذكاء الاصطناعي» وغيرها من متطلبات العصر موجودة في مناهجنا، ونجد مدارسنا تهتم بالنشء وتعليم المرأة للدخول لسوق العمل ومواكبة رؤية 2030. هنا مربط الفرس وتأتي قصة موسى «عليه السلام» مع الخضر وإعطائه إياه ثلاث فرص يسأل عنها وبعدها تخلى عنه. وجود موسى كان للمعرفة، استعجاله جعلنا لا نعرف الكثير، الحكمة من إعطاء الفرص الثلاث ستجدونها في قلب وزارة التعليم «فتشوا عن المعنى..!»