تتطلب إدارة الأزمات السرعة والدقة والتكامل بين أعضاء فريق العمل الذي يعمل على الإنقاذ والعلاج والنقل الإمدادي والإيواء وغيرها، بحيث لا يكون الوقت الطويل عاملاً في ارتفاع تكاليف الأزمة البشرية والمادية والمالية. الأزمات الاقتصادية والكوارث ليست مشاكل مألوفة نمر بها من غير تكاليف، لذلك من الأهمية بمكان أن نكون على استعداد وجاهزية مهنية متكاملة حتى لا تباغتنا فتزيد تكاليفها علينا بسبب قصورنا وليس بسبب حجمها وسرعتها.
يمر العديد من دول العالم بالكثير من الأزمات والكوارث كل عام، بل كل يوم، وتتسبب في تكاليف بشرية ومادية ومالية عالية. ولنا مثال واضح في الأزمة النفطية لشركة البترول البريطانية في خليج المكسيك في عام 2010م عندما نشب حريق في بئر نفط تحت سطح البحر، حيث أدت الكارثة إلى وفاة عدد كبير من الموظفين إلى جانب الخسائر المادية. بالرغم من الخبرة الطويلة لشركة البترول البريطانية إلا أنها لم تتعامل مع الكارثة بسرعة ودقة كافية للتقليل من الخسائر البشرية والمالية والآثار السلبية البيئية.
التعامل مع أزمة بلد وحده ليس مثل التعامل مع أزمة عالمية ما يعني قيام خطة طوارئ متكاملة يديرها رئيس فريق عمل من ذوي الخبرات العالية. وأتحدث هنا عن الأزمة العالمية جراء استهداف كل من منشأتي النفط في ابقيق وخريص على أيدي الإرهابيين الذين يستهدفون إلحاق الضرر بالاقتصاد العالمي من خلال تقليص الإمداد النفطي عالمياً. لقد خيبت المملكة أهداف الإرهابيين من خلال شركة أرامكو السعودية العملاقة التي تعاملت مع الأزمة بسرعة ومهنية وموثوقية ومصداقية عالية للوفاء بالتزاماتها تجاه زبائنها حول العالم. تمكنت أرامكو السعودية من التحكم في الحريق الذي سببته المسيرة والصواريخ في مدة قياسية لا تضاهيها شركة عالمية في التعامل مع الأزمات وإدارتها. كوادر إدارة الأزمات في شركة أرامكو السعودية مدربة تدريباً مهنياً عالياً لمواجهة الأزمات بمختلف أشكالها، ومنها نشوب الحرائق في المنشآت. وقد تفادت أرامكو السعودية حدوث أزمة بيئية من خلال تقصير مدة الإنقاذ إلى سبع ساعات. وكما نعلم أن الحريق لو استمر لأيام لأحدث أزمة بيئية في المملكة والدول المجاورة. حاولت بعض الدول الصديقة والشركات المتخصصة في إدارة الأزمات مد يد العون لأرامكو السعودية التي أنجزت إطفاء الحرائق في المنشأتين بسرعة من غير مساندة دولية. نجحت شركة أرامكو السعودية في إدارة الأزمة باقتدار ومهنية وخبرة عالية ما أكسبها ثقة زبائنها.
كانت وزارة الطاقة وشركة أرامكو على تواصل مستمر مع الإعلام المحلي والعالمي لموافاة أصحاب الشأن بالمستجدات في المنشأتين، وذلك بكفاءة وشفافية عالية ومما زاد الثقة في أرامكو السعودية توفير 188 مليون برميل في دول زبائنها للمحافظة على تدفق النفط واستقرار الأسعار.
وفي الختام نفتخر بعملاق الطاقة العالمية شركة أرامكو السعودية ونقدر لها ما قامت به لخدمة المملكة والاقتصاد العالمي.