DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

لبنان الصغير.. الكبير القلب والعالمي الهموم

لبنان الصغير.. الكبير القلب والعالمي الهموم
حينما أجريت مقابلة مع مساعد وزير الخارجية الأمريكية آنذاك (2009) جيفري فيلتمان، بدأت بقولي: أهنئك، يا معالي الوزير
أجاب مستغربا متوجسا: على ماذا تهنئني؟
قلت: لأنك كنت سفيرا في لبنان، وكل سنة خبرة في لبنان، تعادل خبرة أربع سنوات في بلد آخر، فلبنان، على ضيق مساحته، عالمي المشاكل والهموم.
انفجر ضاحكاً وقال: صحيح.. بلد صغير ومشاكله كبيرة جدًا.
لبنان، نظريا، بلد محصور بـ 10452كم2، لكن عملياً، يمتد إلى آفاق الدنيا، إذ في كل بلد، تحط فيه قدماك، تجد لبنانيا. ينتشر اللبنانيون في أوروبا وآسيا وأستراليا والهند والصين، والتقيت بكثيرٍ من اللبنانيين في الأرجنتين والبرازيل، وقد جهلوا لغتهم العربية، لكنهم لم يفقدوا هويتهم اللبنانية. ووجدتهم في جوهانزبيرغ وكيبتاون، في جنوب أفريقيا. والتقيت، هناك، بلبنانيين قادمين من زائير وساحل العاج والكونغو وزيمبابوي، وينتشرون في كل قارة أفريقيا. وفي أغلب ولايات أمريكا وكندا توجد بلدات وقرى واستراحات باسم «لبنان».
وفي الدول العربية، من المألوف أن تجد اللبنانيين في المتاجر والمكاتب والمصانع. لهذا لبنان يمتد بمساحة الكرة الأرضية، إذ يشعل اللبنانيون في كل ليل شمعة، ويغرسون عبقرياتهم الفذة في كل ثرى.
ولا غرابة أن يتفاعل العرب مع أحداث لبنان، وكأنهم لبنانيون، لأن لبنان منا ولنا، وكل واحد منا، تقريبا، لديه أصدقاء لبنانيون (وأحيانا الكثير من الأصدقاء).
اللبنانيون الطويلو الصبر، تظاهروا احتجاجا على ضيق العيش، وتفشي الفساد، حتى بدت العبقرية اللبنانية الفذة، عزلاء معوزة، معذبة ومنهكة. ولا يستحق اللبنانيون هذا أبدًا. وقد أبدت المرأة اللبنانية بسالة لافتة تثير الإعجاب. وآلمني أن يستخف بها مغردون بؤساء وضحالى.
الاقتصاد اللبناني المريض، ليس جوهرا، بل عرض ونتيجة لمرض مزمن عضال، هو ضعف الدولة، وتنمر الدويلة!.
حينما تضعف الدولة، في أي مكان، تتنمر الدويلات الصغيرة، والشلليات وتتنظم الجريمة. فيصبح موظفو الدولة، ومسؤولوها، تحت رحمة الدويلات وتسلطها. وغريزيا ينزع الناس لموالاة القوي، وخفض جناح الذل، ليضمنوا السلامة وتسيير حيواتهم. وهذه السيطرة تحمي، قصدا أو غير قصد، الشلليات وشبكات الجريمة، ويصبح موالي الدويلات فوق المساءلة والقانون والأخلاق، فيتفشى الفساد.
من الطبيعي أن يشكل حزب مسلح مثل (حزب الله)، دويلة، (بذريعة المقاومة مثلا)، تسيطر على الدولة وتضعف قواها وقضاءها واقتصادها ومداخيلها. وهذا يسر الحزب ويعاظم غروره وتسلطه. ونتيجة لسيطرة الحزب وعبث ميليشياته في الدول العربية، هاجرت رؤوس أموال، وأحجمت رؤوس أموال عن الاستثمار في لبنان، وانخفض التصدير، وتجمد الإنتاج، وقل الإقبال على السياحة، فضلا عن تنميتها، وبذلك يتوقف، طبعاً، إنتاج الوظائف المحلية بمعدل مخيف. وفي وضع كهذا ليس أمام أي حكومة سوى اللجوء إلى حزم البطون وتجميد الرواتب وزيادة الضرائب للإنفاق.
الأزمة الاقتصادية في لبنان نتيجة طبيعية للأزمة السياسية في الدولة وضعفها. وحتى لو جاءت حكومة جديدة، لا تستطيع أي شيء، سوى ترتيبات صغيرة، مثل مكافحة جزئية وضعيفة للفساد، ولا تستطيع تنشيط أي اقتصاد منتج، إذ استمر الحزب المسلح بهيمنته وحماية مواليه. والحماية هذه جعلت وزير خارجية لبنان جبران باسيل يتصرف بتهور واستفزاز، محليا وعربيا، ويتنمر على الدولة اللبنانية، فقط لأنه حليف الحزب المسلح، وفوق المحاسبة.
جوهر الأزمة وسببها هو سيطرة الدويلة على الدولة. ولا حلول ناجعة إلا بالقضاء على الدويلة وتقوية الدولة وسلطتها وقضائها.
* وتر
لبنان.. وطن الشمس..
إذ جدايل الأرزة الخضر البهية
قصائد الدنيا
وأمواج المتوسط كنز التاريخ وعناق المجد.