» ألمانيا ترفض
من جهتها طالبت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل تركيا مجددا بإنهاء العملية العسكرية في شمال سوريا التي تستهدف وحدات حماية الشعب الكردية.
وقالت ميركل الثلاثاء عقب لقائها رئيسة الوزراء النرويجية، إرنا سولبرج، في برلين: إن هذه العملية تجلب معها «على نحو واضح الكثير من المعاناة الإنسانية».
وأعربت ميركل عن رضاها عن الإدانة الشديدة للعملية العسكرية التركية من قبل كافة الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي خلال اجتماع وزراء خارجية الاتحاد في لوكسمبورج الإثنين، وقالت: «أنا سعيدة بأنه كان هناك وحدة في الموقف».
» استنكار متواصل
بدورها طالبت بلغاريا جارتها تركيا الثلاثاء، بوقف هجومها العسكري في شمال شرق سوريا قائلة: إن العنف قد يؤدي لزيادة أعداد المهاجرين الذين يعبرون الحدود ويزيد مخاطر حدوث أزمة إنسانية.
وقال رئيس الوزراء بويكو بوريسوف للصحفيين بعد اجتماع المجلس الاستشاري البلغاري للأمن بشأن الوضع في سوريا: «نصر على ضرورة وقف العمليات العسكرية، الدبلوماسية هي السبيل الوحيد لحل هذا الصراع».
» نزوح مدنيين
إلى ذلك، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، أن من بين النازحين 70 ألف طفل.
وفي مؤتمر صحفي عقدته وكالات الأمم المتحدة في جنيف، أفاد متحدث باسم برنامج الأغذية العالمي بأن وكالته مستعدة لإمداد 450 ألف شخص في شمال شرق سوريا بحصص غذائية لخمسة أيام.
وحتى الآن، حصل 83 ألف شخص على هذه الحصص.
» مغادرة «منبج»
وفي السياق، أعلن «التحالف الدولي» بقيادة واشنطن، أن قواته غادرت مدينة منبج شمال سوريا، وذلك بعد إعلان دخول وحدات من جيش نظام الأسد إلى المدينة.
وقال المتحدث العسكري الكولونيل ميليس بي. كاجينز في تغريدة عبر «تويتر» الثلاثاء: إن القوات الأمريكية «تنفذ انسحابا مدروسا من شمال شرقي سوريا، نحن خارج منبج».
» مأزق أردوغان
وأكد المحلل السياسي السوري عبدالجليل السعيد لـ«اليوم»: أن أردوغان في مأزق حقيقي، وإن الورطة التي أوقع نفسه فيها شمال شرق سوريا، تؤدي اليوم لانهيار اقتصاده وتدمير نظامه، ومحاصرة وزرائه والكيانات التابعة لحكومته.
وبالحديث عن العقوبات التي أوقعها الرئيس الأمريكي بحق وزارتين هما الدفاع والطاقة، وثلاثة وزراء تابعين للطاقة والدفاع والداخلية، بحيث يحظر عليهم دخول الولايات المتحدة، وإجراء أي معاملة مالية دولية بالدولار الأمريكي، كما باتت أموالهم في الولايات المتحدة، إن وجدت، مجمّدة، يعلق السعيد قائلا: إن واشنطن لا تطلب من أردوغان بل تأمره، وأن نظامه يستمد مكانته من رضا الغرب عليه، وبالذات الرضا الأمريكي.
» خدمة وأزمة
وأشار السعيد إلى أن أردوغان قدم خدمة كبيرة لنظام الأسد التابع لإيران بهذا العدوان وفي نفس الوقت مصالح أردوغان تتماهى كما وكيفا مع أجندة إيران الخبيثة في سوريا.
وزاد: إن أكذوبة المنطقة الآمنة التي يروج لها النظام التركي، بانت حقيقتها منذ الساعات الأولى لطرحها قبل سنوات وليس اليوم، لأن ما يراد إجراؤه في شمال شرق سوريا هو إنقاذ لأردوغان وحزبه من الانهيار الشعبي الذي حدث لهم إبان الانتخابات المحلية التي خسروا من خلالها بلديتين مهمتين هما أنقرة واسطنبول لصالح المعارضة، وبالتالي تصدير الأزمة الداخلية التركية إلى الخارج.