هذا ينطبق الآن، بالتمام والكمال، على أولئك الذين ما فتئوا يثبطون عزائم الانطلاقة السياحية والترفيهية في المملكة. لا يكاد يمر يوم، أو ربما لا تكاد تمر ساعة، إلا وتجد رسائل هذا التثبيط تترى على وسائل التواصل الاجتماعي، حتى أنه يُخيل لي أحياناً أن هؤلاء المثبّطين عاطلون عن العمل، أو أنهم تركوا أشغالهم وتفرغوا لكتابة هذه الرسائل وتسجيل هذه الفيديوهات المحبطة والمشككة ونشرها على أوسع نطاق ممكن.
أما فنون التثبيط عند هؤلاء فحدث عنها ولا حرج، فمن فتاوى شخصية عابرة من أن كل ما يحدث من أنشطة وفعاليات هي ضد الدين؛ إلى تلك الدعاوى التي تُطالب بصرف ميزانيات الترفيه والسياحة على الفقراء والمحتاجين لأنهم أولى بها. ولست أعلم لماذا لم يكونوا أولى بها حين كانت الملايين الطائلة تصرف على ما كان يسمى أنشطة طلابية وتوعوية ودعوية.؟!!
فجأة أصبحوا يشعرون بالفقراء والمساكين وبأنهم، أي هؤلاء الفقراء والمساكين، أولى بدراهم مشاريع السياحة والترفيه. الانتقائية هي سيدة الموقف عند أصحاب الأفكار الأُحادية الذين يحملون الأمور أكثر مما تحتمل، فإن ناسبهم الوضع صفقوا له ونسوا الفقراء والمحتاجين، وإن لم يناسبهم انقلبوا على هذا الوضع وتذكروا أولئك الفقراء والمحتاجين.
الخلط والتهويل والتشويش هو ما نراه الآن في مواجهة البعض لانطلاقة صناعة السياحة والترفيه في بلادنا. وهو أمر سنتجاوزه ببساطة لأن الناس لم تعد تنطلي عليها تلك الدعاوى الفارغة والباطلة والمشككة. الناس الآن أكثر وعياً ودراية بما يريدون لحاضرهم ومستقبلهم.