كل هذا التوضيح وأكثر أولادنا يتكلمون اللغات الأجنبية ويتنافسون على إتقانها.
نحن من يتحمل ذنب ضياع هويتهم ولسانهم العربي فليسامحنا الله فالأمر جد خطير، جاء في الأثر: " من تعلم لغة قوم أمن مكرهم" نعم نتعلم لغتهم لكن لا نهمش لغتنا، لغة الثقافة والحضارة الإسلامية واللسان المشترك، الذي يجمع أكثر من مليار مسلم على وجه الأرض فلو حافظنا على مجد أمتنا وتاريخنا الحضاري والفكري والعلمي والثقافي والفلسفي لكنّا الأوائل في كل تقدم وتطور وغيرنا تابعين.
أنا لا أرفض تعلم اللغات الأجنبية خاصة الانجليزية لغة التكنولوجيا والعلم والتواصل ولا أنكر أهميتها ولكن ليس على حساب لغتنا الأم.
تعجبني الدول المتمسكة بلغتها كاليابان والصين وكوريا وماليزيا والدول الأوروبية، وبقية دول العالم كيف يحترمون لغتهم.
سؤال لماذا لا تتحدث تلك الدول باللغة العربية وتتسابق لتعلمها؟!!
فليعرف أبناؤنا أهمية لغتهم الخالدة بخلود الدعوة الإسلامية إلى يوم الدين، ، لغة الرسالة الإسلامية الشاملة الجامعة الناسخة لما قبلها من الكتب السماوية فلا يجب أن يساوم فيها « قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآَنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرا» علموهم مع الشكر أساس هويتنا وانتمائنا وثقافتنا وقيمنا وأصالتنا وجذورنا العربية قبل أن نصاب -لا قدر الله- بنكسة فتضيع هويتنا ويضيع انتماؤنا بل قد يضيع وجودنا العربي كله.
مسئولية تهميش اللغة العربية تقع على عاتق الأسر المقصرة في تعظيم شأن اللغة العربية فليست الحضارة أن يتقن الطفل الإنجليزية أكثر مما يتقن لغته العربية.. وليس فخراً أن يتحدث بطلاقة ويعبر ويشرح بالإنجليزية وتخونه الكلمات ويعجز عن التعبير بالعربية ويتكلم بلغة ركيكة وكأنه من أصول أعجمية!! والأسوأ من ذلك عندما يتفاخر الآباء والأمهات أمام الأصحاب: ـ ولدي ما يعرف عربي كلموه بالإنجليزي ـ
وأيضاً المسؤوليات الجسام تقع بلا شك على بعض المؤسسات التعليمية التي تعلم العربية بشكل ينفّر الطالب منها ومن صعوبتها بدلاً من تعليمها بتذوق جمالها وبلاغتها وسحر بيانها. يكفي اللغة شرفاً أن أنزل الله بها كتابه الكريم.
آمل وكلي ثقة بالمعلمين تعليم اللغة العربية بمهنية واحتراف، فلا يجب أن تكون اللغة العربية هويتنا وحضارتنا ونكون أول من يهملها.
أشد ما أخشاه بعد أجيال أن تظهر طبقة اجتماعية لا تنتمي لعروبتها وبلدانها الأصيلة، بل تنتمي للغات الأجنبية وبلدان تلك اللغات.