يرتبط نمو عقل الطفل بالعمليات الإدراكية التي يقوم بها في كل مرحلة من مراحل عمره الزمني، ومن أبرز العلوم التي تناولت موضوع النمو العقلي: علم نفس النمو.
وقدّم العالم السويسري جان بياجيه نظرية النمو العقلي، وتتلخص فكرة هذه النظرية في أن تفكير الطفل يتغيّر كلما تقدم به عمره الزمني، كما تنوّه الآباء والأمهات إلى أن النمو المعرفي يسير في مراحل معينة يستخدم فيها الطفل عقلية تختلف باختلاف هذه المرحلة، كما يرى بياجيه أن النمو العقلي يسير وفق 4 مراحل متسلسلة ومترابطة لا يمكن تجاوز أي منها والوصول للتي تليها، وهي: المرحلة الحسية الحركية، وتبدأ عند الطفل منذ ولادته وحتى يبلغ من العمر عامين، والمرحلة التي تليها هي مرحلة ما قبل العمليات، وتستمر من عمر سنتين إلى سبع سنوات، والمرحلة الثالثة هي مرحلة العمليات المادية من 8 إلى 11 عامًا، والمرحلة الرابعة هي مرحلة العمليات المجردة وتبدأ من سن 12 عامًا، ويرى بياجيه أن هذه المراحل عامة عند كل البشر، ولكن ليس بالضرورة أن تتحقق كلها لديهم، فقد يقف نمو الإنسان العقلي عند المرحلة الأولى أو الثانية أو الثالثة.
وتضيف د. سحر رجب، مستشارة نفسية وأسرية، إن الطفل ببساطة يتعلم المهارات والتركيز من خلال تنمية وتطوير الحس الإدراكي لديه، فليس من الصعب على الطفل أن يوحي للأم بما يريد عن طريق البكاء، الرفس المتكرر على الأرض، وبعد ذلك يكون التدرج في الطفل مع زيادة أشهر عمره، وتؤكد رجب أن معظم التنمية الإدراكية للطفل تكون طبيعية دون تدخل من الأم أو أحد أفراد الأسرة، والطفل حين يرغب في مداعبة أمه فهو يصدر حركات وتمتمات لا يفهم معظمها إلا الأم؛ كونها مربّيته وملاصقة له أغلب الوقت.
وتنوّه رجب إلى ضرورة شراء ألعاب مناسبة لسن الطفل، دون الإكثار منها؛ لأنها قد تشتت ذهنه.
