كثيرة هي الأوقات التي يشعر بها الإنسان بفتور همته وتراجع عزيمته عندما يتعلق الأمر بطموحاته وتحقيق أهدافه، حتى الأهداف الصغيرة تصبح عسيرة لدى البعض عندما يسيطر عليهم الشعور بـ (قلة الحيلة).
ويلعب الإلهام الذاتي دورا كبيرا في تخطي هذه الحالة المؤقتة من خلال إيمان الشخص بقدراته والتعويل على مهاراته وخبراته ،والناس في ذلك درجات ومستويات فهنالك من يتخطى هذا الشعور المؤقت بالعجز بفترة قياسية من خلال الانغماس بالعمل والاجتهاد في تطوير أدواته وتحسين مهاراته فيصبح أكثر قدرة على مواجهة التحديات.
تمضي أيامنا متسارعة ونقضي جزءًا كبيراً من حياتنا في العمل والسعي في دروب الحياة، نحاول جاهدين تحقيق احلامنا واهدافنا التي تختلف بإختلاف السمات الشخصية لكل منا، فكما الازهار انواع متعددة والوان مختلفة كذلك هم البشر مختلفون ومتمايزون في السمات والاحلام والقدرات والاهداف. يجمعنا هدف واحد هو أن لا نفقد شغف الحياة .
إ ن الإحساس بالرضا اصبح تحدياً كبيراً في زمن قلت فيه القناعة التي اسماها اجدادنا الغنى ، حيث قالوا «القناعة غنى النفس» . وبشكل عام لا يستطيع البشر العمل بطاقة وتطوير انفسهم أو التقديم والتضحية للاخرين دون امتلاك حد أدنى من الرضا.
ولإمتلاك هذا الحد الادنى علينا أن نكون في احسن حال وأفضل هيئة ونملك الصحة الجسدية والقوة النفسية حتى نقوم بما هو مطلوب منا من واجبات بطاقة وشغف، ونشعر بجمال الكون من حولنا ، رغم أن العالم يمر بظروف صعبة ، والاحلام متعثرة والاماني يكاد يأخذها الضياع ؟ والجواب بسيط :ابدأ بنفسك ، اهتم بها قدر ما تستطيع سواء جسدياً او صحياً ونفسياً وعقلياً وروحياً.
أما صحياً وجسدياً فإعمل على إنتقاء اسلوب غذاء صحي وممارسة القليل من الرياضة ، ولا تهمل مظهرك الشخصي فهو جزء من إحساسك بالقوة . نفسياً لا تشغل نفسك بما لا يعنيك وتمنى الخير للاخرين كما لنفسك ولا تتخلى عن احلامك مهما تقدم بك العمر، ليكن هناك دائماً حلم ولو صغير، فروعة انتظار تحقيق الحلم يؤمن لك شغفُاٌ بالحياة
اما عقلياً فحافظ على تغذية عقلك بالمعرفة والثقافة وابحر في كل ما هو جديد وحديث حتى لا ينساك الزمن ويتقادم تفكيرك واحساسك بالكون من حولك. أما روحياً فلا تنسى علاقتك بالخالق، تقرب بكل طرق العبادة واجعل الروحانية جزءا مهما من حياتك لانها أهم اسباب هدوء النفس والروح، لأن عدم الاحساس بالرضا يفقدنا الفرح وقد يسرق منّا النوم العميق الهاديء الذي نحلم به.
. ولا بد لنا من التأكيد هنا على أن الالهام الذاتي لا يعني أبدا أن يبتعد الإنسان عن الناس وينزوي بعيدا عنهم أو يحقق أهدافه دون مساعدتهم، ولكنه يعني أن يعتمد على نفسه بالدرجة الأولى، ويحرص كل الحرص على أن لا يُلهِمَ نفسه إلهاما سلبيا فيشجعها على شر العمل .