الأخبار العربية في حقيقتها سموم تصيبنا بالحسرة والحزن والكآبة، لا سيما حين نرى ما ينشغل فيه العالم من سياقات (البزنس) والترفيه والسعادة وما ننشغل به نحن من الحروب الأهلية والخلافات والمؤمرات التي يحيك أعداؤنا خيوطها ونقع نحن في حبائلها وسوء نتائجها.
في يوم العودة الأول أسرعت إلى (العربية) بما يشبه عودة مشتاق إلى النكد وسوء الأحوال، لكن سرعان ما هربت إلى قنوات أخرى غير إخبارية في محاولة يائسة لأبقى سعيداً كما كنت قبل العودة.
لا يمكن للعربي، في هذه السنوات العجاف، أن يعيش سعيداً ومتفائلاً حتى لو قرر أن يكون كذلك؛ لأن الواقع المر الضاغط أقوى منه ومن رغباته وقراراته الشخصية. كُتب علينا، بأيدينا، أن نشتري الشقاوة بالسعادة، وأن نبيع التقدم لحساب التخلف، وأن نرفض كل بارقة أمل تعيدنا إلى صفوف الدول المستقرة الآمنة المنتجة.
أمامنا نحن شعوب الدول العربية طريق طويل جداً لنقول إننا سعداء ومتفائلون مثل كثير من شعوب هذا العالم. وعبر هذه الطريق الطويلة سنظل حزانى ومتشائمون ومصابون أو مرضى بما يفرضه واقعنا من سوء الأحوال والمآل. الأمل الوحيد في شفائنا هو عودة عقلنا الغائب أو المغيب.