سؤال يحير الكثير حيال الدور الإيراني في لبنان وتغلغلها في الشأن اللبناني من خلال أيادي من سمتهم «حزب الله» الذي أصبح ليس عبئا على لبنان أو شعبه، بل أصبح كابوسا بدأ منذ أن أعلن حسن نصر الله ولاءه المطلق وتبعيته لإيران منذ عقود طويلة، بل وصل الأمر إلى أنه ذكر بأن لبنان ما هو إلا جزء من إيران. وهنا يسأل الكثير، إن كان الأمر وصل إلى إعلان نصر الله تبعيته لإيران فما الذي تحقق للبنان. هل دعمت إيران الاقتصاد اللبناني أو قامت بمساعدة لبنان في تطوير بنيته التحتية أم أن إيران حولت لبنان إلى مسرح عمليات عسكرية وقسمت الشارع اللبناني. والغريب في الأمر أن الكل يعلم سواء في الداخل اللبناني أو خارجه أن لبنان اليوم تسيطر عليه مجموعة لا يهمها الشأن اللبناني أو مصلحته. والعنتريات التي كان يلامس من خلالها ما يسمى بحزب الله مشاعر السذج في المنطقة ما هي إلا دلالة واضحة على أن حسن نصر الله وحزبه مفلسون فيما يمكن أن يقدموه سوى أنهم يستخدمون الورقة الإسرائيلية لتخفيف الضغط على إيران. ومعروف أن حسن نصر الله لا يستطيع التحرك أو الحديث عن أي شيء إلا بعد أخذ النور الأخضر من إيران. ولكن وفي نهاية المطاف لبنان وشعبه هم من يخسر في كل مرة.
في الوقت الحالي المدعو حسن نصر الله لا أحد يعرف مكان تواجده. فهو يقوم بالتأجيج والوعيد لإسرائيل وعندما تتحرك الآلة العسكرية الإسرائيلية تجده يختفي ويترك لبنان ساحة مفتوحة للهجمات الإسرائيلية. وقد تكرر هذا الأمر وكان أشده في العام 2006م ولكن لم يتوقف حسن نصر الله عن المضي في تأجيج الساحة اللبنانية وإدخال لبنان في نفق ليس من السهولة الخروج منه بسبب سيطرة ما يسمى بحزب الله على مفاصل كثيرة في حياة المجتمع اللبناني. فإيران لا تبني ولكنها تهدم ولا يوجد خيار للبنان سوى الخروج من دائرة النفوذ الإيراني. ففي الوقت الحالي الوضع يختلف عن عام 2006م وسواء اعترفت إيران بـأن وضعها اليوم أصعب من قبل وكل ما نسمعه هو تهديد ووعيد ولكنها لا تستطيع الرد على أي هجوم إسرائيلي وتريد من الشعب اللبناني أن يدفع ثمن تهورها وعربدتها في البلاد العربية. فحسب ما يتم تناقله هو أن طائرات إسرائيلية ضربت أهدافا موالية لإيران في لبنان وسوريا والعراق ولم نسمع بأي تفاصيل من الجانب الإيراني أو أي ردة فعل سوى تأجيج الساحة اللبنانية وجعل المجتمع اللبناني يدفع ثمن تركه إيران للتدخل في شؤونه.