شهد شهر أغسطس الحالي توترات عسكرية بين اليمنيين في مدينة عدن، هذه التوترات راح ضحيتها وخلال بضعة أيّام عدد من الضحايا وعدد من الجرحى. السؤال المطروح تجاه كل الذي حدث، ما مبرر تلك التطورات الدامية؟. التحليل الأولي يقول: إن هناك سببين الأول قريب والآخر بعيد وتاريخي، القريب تمثل في حالة الهجوم الحوثي الصاروخي على معسكرات أمنية في عدن والذي تزامن مع تحركات واغتيالات من القاعدة لرموز سياسية وعسكرية جنوبية، تمت كلها على أرض عدن أما السبب البعيد فهو الذاكرة الجنوبية المشبعة بنوازع الانفصال عن الجسد اليمني الكبير والعودة إلى ما قبل عام 1990م أي إلى وضع الدولتين اليمنيتين الشمالية، والجنوبية. القاطرة التي تصدت لتنفيذ هذه المهمة المتداخلة بين الآنية السياسية، والطموح التاريخي كانت المجلس الانتقالي الجنوبي هذا الكيان السياسي العسكري الذي برز إلى الوجود في العام 2017م.
يعاب على الأوضاع السياسية والعسكرية في اليمن تشرذم الواجهات السياسية كالأحزاب والكيانات الجهوية والمناطقية في ظل تنامي حضور القوى الفاعلة ما دون الدولة وتأثيرها الملموس على مستوى الداخل اليمني، وعلى مستوى الاتصال بالجهات الإقليمية الداعمة. الأخطر في نظرنا أيضا أن الواجهات السياسية التقليدية الحزبية والمناطقية تعيش حالة أزمة ثقة عميقة ومن ذلك العلاقة الصفرية بين حزب الإصلاح وبين الحراك الجنوبي عموما. المشكلة التي لم يفطن لها الجنوبيون اليوم هي أن العاصمة الأولى صنعاء ترزح تحت القوة الغاشمة لميليشيات الحوثي الإيرانية الإرهابية وأن الوسط الإقليمي - الدولي يسند، ويدعم الشرعية التي حولها جملة ملاحظات سياسية وتنظيمية لتستعيد اليمن وشرعية الدولة فيه، وهناك إرث من الاتفاقات والتفاهمات الإقليمية والدولية، كما غفل أهل الجنوب أن صراعهم العسكري مع القوى التي يتخيلون أنها قوى معادية لهم هو صراع ونقض للشرعية وتعطيل للأدوار السياسية والعسكرية التي تقوم بها دول الجوار في إطار التحالف للقضاء على مظاهر التشرذم اليمني الداخلي.
صراعات عدن الدامية فتحت عدة ملفات بين أطراف التحالف، وسمحت للبعض بأن يثيروا طبيعة علاقات الدول المؤثرة في مسيرة التحالف الداعم للشرعية في اليمن وركزت في لحظات ما على أدوات الصراع ومحاور النفوذ في القضية اليمنية. كل ذلك عالجته القيادة السعودية بالحكمة والتروي وذكرت الجميع بأن الأوضاع في عدن لا يسمح بالتأثير عليها لتكون بيد طرف ما غير الشرعية التي يعترف بها العالم ويدعمها التحالف بصورة واضحة. زاد على ذلك لقاءات القيادة السعودية بالمسئولين المؤثرين في دولة الإمارات العربية المتحدة وخرج الجميع بقناعات راسخة حول الحل السياسي في اليمن بين كل الفرقاء، وضرورة التبصر بخطورة المرحلة، وطبيعة التحديات التي تحيط بالإقليم وباليمن على وجه الخصوص.
الرياض أعدت طاولة الحوار لكل الأطراف اليمنية وتفاهمت مع الأطراف الإقليمية بصورة عكست تطابق وجهات النظر وتماثل المواقف السياسية من الأزمة في عدن ومن الصراع في اليمن. والجميل أن كل الأطراف رحبت بهذه البادرة السعودية حيث ثمنت الشرعية هذه الدعوة وأعلنت قبولها الانضمام إليها، كما عبر رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي في خطاب واضح قبوله الدعوة السعودية للحوار ونزع فتيل التوتر الذي يأتي في غير وقته، كما أعلن بصراحة عن تثمين الدور السعودي الذي يقف بجانب الأشقاء في هذه الظروف المفصلية من عمر الصراع في اليمن. قبول الدعوة السعودية من قبل كل الأطراف يؤكد أن المملكة والتحالف يمسكان بكثير من خيوط اللعبة الإقليمية ويملكان أبعد من ذلك التأثير الدولي المناسب الذي يمهد لتفاهم إقليمي - دولي حول الصراع اليمني.
الرؤية الجنوبية لمشروع الدولة المنفصلة ربما تسير بالجنوبيين إلى صراعات لا طائل من ورائها في الوقت الحالي، حيث إن هناك جملة من الظروف السياسية، والموضوعية يتطلب استيفاؤها قبل التفكير في هذه الخطوة البعيدة نسبيا على الأقل في الوقت الحاضر.
صراعات عدن الدامية فتحت عدة ملفات بين أطراف التحالف، وسمحت للبعض بأن يثيروا طبيعة علاقات الدول المؤثرة في مسيرة التحالف الداعم للشرعية في اليمن وركزت في لحظات ما على أدوات الصراع ومحاور النفوذ في القضية اليمنية. كل ذلك عالجته القيادة السعودية بالحكمة والتروي وذكرت الجميع بأن الأوضاع في عدن لا يسمح بالتأثير عليها لتكون بيد طرف ما غير الشرعية التي يعترف بها العالم ويدعمها التحالف بصورة واضحة. زاد على ذلك لقاءات القيادة السعودية بالمسئولين المؤثرين في دولة الإمارات العربية المتحدة وخرج الجميع بقناعات راسخة حول الحل السياسي في اليمن بين كل الفرقاء، وضرورة التبصر بخطورة المرحلة، وطبيعة التحديات التي تحيط بالإقليم وباليمن على وجه الخصوص.
الرياض أعدت طاولة الحوار لكل الأطراف اليمنية وتفاهمت مع الأطراف الإقليمية بصورة عكست تطابق وجهات النظر وتماثل المواقف السياسية من الأزمة في عدن ومن الصراع في اليمن. والجميل أن كل الأطراف رحبت بهذه البادرة السعودية حيث ثمنت الشرعية هذه الدعوة وأعلنت قبولها الانضمام إليها، كما عبر رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي في خطاب واضح قبوله الدعوة السعودية للحوار ونزع فتيل التوتر الذي يأتي في غير وقته، كما أعلن بصراحة عن تثمين الدور السعودي الذي يقف بجانب الأشقاء في هذه الظروف المفصلية من عمر الصراع في اليمن. قبول الدعوة السعودية من قبل كل الأطراف يؤكد أن المملكة والتحالف يمسكان بكثير من خيوط اللعبة الإقليمية ويملكان أبعد من ذلك التأثير الدولي المناسب الذي يمهد لتفاهم إقليمي - دولي حول الصراع اليمني.