في الفترات الأخيرة، سمعنا الكثير يتحدث عن طرقنا البرية بين مدن المنطقة الشرقية وهي منطقة معروف أن مساحتها تشكل الجزء الأكبر من المساحة الكلية للمملكة. وقد كان معظم ما يتم تداوله آراء سلبية فيما يخص جودة الطرق رغم ما نراه من جهود من وزارة النقل. ولكن هناك حالة فريدة قد لا نراها إلا في المنطقة الشرقية بسبب كونها المركز الرئيس للشركات العملاقة ومراكز الصناعة. فمن تجربة خاصة بي، فقد كنت في الفترة القريبة الماضية أقود سيارتي مرة باتجاه الرياض من الدمام ومرة أخرى من الدمام إلى حفر الباطن، إضافة إلى زيارات متكررة من الدمام إلى محافظة الأحساء. ولكم ما لاحظته ويتحدث عنه الكثير وهو أن طرق المنطقة الشرقية قد تكون الوحيدة التي ترى على أجزاء منها شاحنات النقل الكبير أكثر مما ترى من السيارات الخاصة الصغيرة. وهذه ظاهرة جديرة بالدراسة ليس من وزارة النقل فقط، بل من أكثر من جهة. فالطرق يتم استهلاكها بصورة أسرع خاصة وسط أجواء صيفية شديدة الحرارة. والطرق سيتم استهلاكها مهما كانت هناك من جدولة للصيانة التي تكلف الكثير من الجهد والمال غير المستعاد. وفي هذه الحالة الكثير يسأل لماذا لا يكون في كل خط رئيسي مثل خط الدمام - أبو حدرية- حفر الباطن وغيرها يكون به إضافة لمجال سير محدد للشاحنات ولكن يكون عليه نوع من الضرائب حسب سعة الحمولة والطاقة الاستيعابية للشاحنة وبالطبع المسافة المقطوعة في كل رحلة. ويتم ذلك بأسلوب مشابه لكثير من الطرق الرئيسة مثل (نيوجيرسي تيرن بايك) في أمريكا. ومن خلال ما يتم جنيه من مبالغ يتم استخدامه في تحسين الطرق وتسريع عمليات الصيانة خاصة للطرق التي تربط المنطقة الشرقية بدول الجوار أو في نقاط التلاقي الإستراتيجية مثل الطرق المتجهة لميناء الدمام أو نقطة تقاطع طريق الجبيل مع خط الدمام أبقيق بالقرب من مدينة الملك فهد الطبية العسكرية. وفي نهاية المطاف أصبحت الشاحنات على طرقنا مصدر إزعاج وتأثير سلبي على بنيتها التحتية ولا بد من إيجاد حلول سريعة.