DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

المتاحف الخاصة .. عنصر جذب سياحي في الأحساء

تحوي كنوزا أثرية قديمة وتتميز بالتنظيم ومبان تحاكي التراث

المتاحف الخاصة .. عنصر جذب سياحي في الأحساء
أظهرت إحصائية صادرة عن الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بمحافظة الأحساء، أن عدد متاحف المقتنيات الأثرية الخاصة في المحافظة بلغ 14 متحفا، فيما ما زال الكثير من المتاحف الخاصة غير مرخص، ويحتل بعضها تميزا كبيرا بما يمتلكه من مقتنيات أثرية وتاريخية نادرة، والمستوى العالي من التنظيم والمساحة والبناء في إطار يحاكي التراث الشعبي.
وأرجحت مصادر أن الأحساء تضم أكثر من 26 متحفا خاصا غير مرخصة، تحوي كنوزا أثرية قديمة، في الوقت الذي أرجع البعض عزوف ملاك المتاحف الخاصة غير المرخصة عن تقدمهم بطلب الرخصة، إلى الاكتفاء الشخصي وممارسة الهواية دون الحاجة للدعم الفني، الذي تقدمه الهيئة - بحسب تعبيرهم- وعدم رغبتهم في استقبال الزوار والسياح، لا سيما أن غالبية تلك المتاحف ضُمنت داخل منازل خاصة وسط الأحياء.
» دعم فني
في الوقت نفسه، أكد مدير عام الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بالأحساء م. عمر الفريدي، أن الهيئة تقدم الدعم الفني للمتاحف الخاصة المرخصة، التي تكون مملوكة من قبل جهات غير حكومية، أو أفراد، كما يتم التعريف بها على موقع الهيئة، على أن تلتزم بدرجة معينة من المواصفات والمقاييس، وبالتالي ستساعد العلاقة بين الهيئة والمتاحف الخاصة على جودة العروض ونوعيتها، وتحسين الأداء، وتحقيق السلامة والأمن للمتاحف ومرتاديها، مما يجعلها مهيأة للزوار والتسويق السياحي عبر الترويج لها وطرق الوصول إليها، لا سيما أن الأحساء أرض تراثية تمتلك ثقافة واسعة في التاريخ والآثار، حيث تم تسجيلها عاصمة للسياحة العربية 2019، إضافة إلى كونها موقع تراث عالميا في اليونسكو.
» أبرز العوائق
وبهذا الخصوص، أكد ملاك بعض المتاحف الأثرية الخاصة بالأحساء، أن عددا من هواة جمع المقتنيات الأثرية تركوا هوايتهم، مما يعطي مؤشرا غير إيجابي في استمرارية بعض المتاحف، بسبب غلاء تلك القطع الأثرية، وفقدان الدعم المالي من جهات الاختصاص.
وبدوره، قال عبدالرزاق العرب صاحب متحف خاص: «إن المتاحف الخاصة تعتبر من الركائز المهمة في سياحة الأحساء، وهي تحتاج للدعم المادي من جهات الاختصاص من أجل الاستمرارية، والتمكن من استقبال الضيوف والسياح، إضافة إلى تجهيز وصيانة المتاحف، الذي يقع في العادة على عاتق أصحاب المتاحف إن لم يجدوا الدعم المادي».
وأضاف العرب: إن صاحب المتحف يحرص على شراء وتأمين القطع الأثرية بمبالغ كبيرة، وهناك بعض المتاحف ألغيت وهجر أصحابها ممارسة الهواية بسبب التكاليف الباهظة وفقدان الدعم المادي على أثر الحصول على رخصة رسمية.
وأكد العرب توقفه عن شراء أي قطع أثرية جديدة، نظير ما كلفه المتحف من مبالغ مالية دون وجود أي دعم، وقال: «ضرورة تحرك الجهات المعنية بدراسة وضع تلك المتاحف بهدف استمراريتها والعمل على تطويرها، فنحن اجتهدنا ووضعنا هذه المتاحف في منازلنا، إلا أننا في الوقت نفسه نحتاج للتطوير وتخصيص مواقع أو أراضٍ لبناء تلك المتاحف».
» مبالغ باهظة
وقال خالد البوعبيد صاحب متحف خاص: متاحف الأحساء تعتبر شخصية وبمجهودات فردية، ومنها ما هو مرخص من الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، وهي متاحف شاملة لجميع الحرف الشعبية، التي تتكون من القهوة القديمة والبقالة والخباز والحداد والصفار والخراز والحواج والفصل الدراسي وقسم المخطوطات وألعاب الأطفال وغيرها من المعروضات، فأصحاب المتاحف أنفقوا من مالهم الخاص لأجل التطوير وشراء القطع التراثية، التي تكلف مبالغ باهظة، وليس من السهل الحصول عليها، وهناك مَنْ دفع مبالغ خيالية لجلب القطع والتميز بها من أجل استمتاع الزوار بها.
وقال البوعبيد: «إننا كأصحاب متاحف نطالب بالدعم المادي، وسبق للهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني أن أرسلت مندوبا مع خبراء آثار، حيث قاموا بتقييم وتصنيف هذه المتاحف من حيث المساحة والحجم والقطع الموجودة، بهدف الدعم المالي السنوي لكل صاحب متحف، والمبني على حسب حجم المتحف والقطع الموجودة والقيمة للقطع، وحتى الآن لم نجد أي دعم يذكر».
وأضاف: «نأمل من الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني أن تلتفت إلى هذا الجانب كونه يخص تراث البلد وآثار الآباء والأجداد، فنعلم أن التراث مهم، وأنا شخصيا وكصاحب متحف لي الآن 20 عاما، وهناك من زملاء الهواية مَنْ ترك متحفه، ولم يعد يستقبل الزوار».
ويوافقه الرأي، حسين الخليفة الذي أكد أن المتاحف التراثية تمثل أهمية في الحفاظ على الهوية الوطنية لكل منطقة، وكعامل جذب للسياحة والاستثمار، إضافة إلى المحافظة على تراث الآباء والأجداد، التي مازالت بحاجة إلى الدعم المادي للمحافظة على المقتنيات الموجودة، وتسهيل القروض لتمكنهم من تطوير متاحفهم لضمان الاستمرارية.