بعد انتهاء قمة العشرين قبل عدة أيام المنعقدة في أوساكا باليابان توجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى كوريا الجنوبية لحضور اجتماع مجدول سلفا مع زعيم كوريا الشمالية. وبالفعل تم اللقاء في الخط الفاصل بين الكوريتين، ولكن هذه المرة قام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعبور أسخن خط فاصل بين أي دولتين ليكون بذلك أول رئيس أمريكي يدخل الأرض الكورية الشمالية. ورغم أن ما حدث هو خطوة واحدة تم خلالها عبر حدود دولتين كانت بينهم حرب ضروس امتدت بين الأعوام 1950 إلى 1953م كادت أن تشعل شرارة حرب عالمية ثالثة وكادت تسبب تصادما بين أمريكا والصين. وتأتي زيارة الرئيس الأمريكي في وضع تقوم به أمريكا لحل معضلة التوتر مع إيران والمنافسة الصينية وبالطبع مسألة البرنامج النووي الكوري الشمالي. وقد تمت دعوة الرئيس الكوري الشمالي لزيارة البيت الأبيض لاحقا. ولو تمت هذه الزيارة فإن خارطة شرق وجنوب شرق آسيا من الممكن أن تتغير. ويتوقع الكثير بأن تكون هناك طفرة اقتصادية جديدة كون دولة سكانها أكثر من 25 مليون نسمة ولكن لا يوجد بها إلا القليل من البنية التحتية. وهذا يمثل في الحقيقة بناء دولة من الصفر. وهذا بالطبع سيغير الكثير من ملامح الدولة وما جاورها في أسلوب مماثل لما كانت عليه المنطقة وقت إعادة تشكيل كل شيء في دولة فيتنام بعد انتهاء الحرب الأمريكية الفيتنامية عام 1975م. والأهم من ذلك هو أن عودة أي علاقة متوترة بين الدول تكون عليها تبعات ليس فقط اقتصادية، بل وسياسية. فمثلا يذكر كثير من المراقبين بأن هناك علاقة سرية بين كوريا الشمالية وإيران فيما يخص البرنامج النووي الإيراني. ولو حصل أي تقارب أمريكي - كوري شمالي، فإن أي تعاون مع إيران سيتوقف وستكون نتائجه سلبية على إيران. وكذلك يرى البعض بأن الشارع الكوري الشمالي يتوق لنمط الحياة الغربية أو أسلوب الحياة في كوريا الجنوبية التي لا يعرف عنها شيء، خاصة أن سفر الكوري الشمالي إلى الخارج معدوم تماما. وفي هذه الحالة ستبتعد كوريا الشمالية عن التأثير الصيني ولو بصورة بسيطة. ولهذا قد تكون خطوة واحدة قام بها الرئيس الأمريكي عبر بها خطا ساخنا ستكون أهم أحد نجاحاته السياسية التي ستغير الكثير من المعالم وتسقط من خلالها أحد أقوى وأعتى القلاع في النظام الشيوعي.